صحيفة أمريكية: مسعى الحكومة الإثيوبية لتجنيد المدنيين في الجيش يؤجج الصراع
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن حمى الحرب تتصاعد في إثيوبيا مع انتشار الحرب الأهلية في إقليم تيجراي الشمالي، مؤكدة أن مسعى الحكومة الإثيوبية لتجنيد المدنيين في الجيش يؤجج الصراع ويهدد بامتداده إلى المنطقة الأوسع.
وأوضحت الصحيفة أن دعوة الحكومة الإثيوبية المواطنين لحمل السلاح وإدخال مجندين جدد في القتال لن تؤدي إلا إلى مزيد من إراقة الدماء في الدولة المنقسمة بشدة وتثير الاستقطاب العرقي، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع، مشيرة إلى أن الإثيوبيين أصبحوا يستعدون لأيام "أكثر دموية" في المستقبل.
وأشارت إلى أن النظام الإثيوبي بعد أن كان يدعو إلى الوحدة والأمل والسلام، أصبح الآن يدعو إلى الحرب وحث جميع الرجال والنساء المؤهلين من المواطنين إلى الانضمام إلى حملة عسكرية موسعة، إما كمقاتلين أو كأدوار داعمة.
دفع الجماعات العرقية على الانحياز إلى جانب واحد
وتابعت: "إثيوبيا عبارة عن خليط من 80 مجموعة عرقية على الأقل و10 حكومات إقليمية. يشعر المحللون بالقلق من أن الصراع الذي طال أمده قد يدفع الجماعات العرقية للانحياز إلى جانب واحد، وربما جذب دول من جميع أنحاء المنطقة مع انتشار الحرب الأهلية في البلاد".
ولفتت إلى أن نائب رئيس مدينة أديس أبابا كشف أن 3000 من سكان المدينة قد تم تجنيدهم بالفعل منذ بدء الحملة التي أعلنتها الحكومة وأن آلافًا آخرين في جميع أنحاء البلاد تم دفعهم على التوقيع على المشاركة في القتال.
ونقلت الصحيفة عن مهاري تاديلي مارو، أستاذ الجغرافيا السياسية في معهد الجامعة الأوروبية، قوله: "الآلاف من الناس قد قتلوا على مدى الأشهر التسعة الماضية من الصراع، فيما تم نزوح الملايين إلى المناطق المجاورة، في حين أن مئات الآلاف الآخرين يواجهون ظروف المجاعة وسط تقارير عن المذابح والتطهير العرقي والاعتداء الجنسي على المدنيين".
أزمة إثيوبيا تشكل خطرا على المنطقة بأكملها
فيما قالت سانيا سوري، محللة شرق وجنوب إفريقيا في مركز "إيكونوميست إنتليجنس يونيت" (وحدة المعلومات الاقتصادية) إن "الأزمة المحلية المتصاعدة في إثيوبيا أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على الاستقرار الشامل والنمو الاقتصادي في منطقة القرن الأفريقي. "
وأضافت إن "الصراع الذي طال أمده يرسل إشارات مقلقة للمستثمرين بشأن مدى فعالية الحكومة وصلاحيتها وسيخرج أجندة إثيوبيا عن مسارها لإصلاح الاقتصاد، والذي تضمن التحرير وخصخصة القطاعات الرئيسية مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية."
واستكملت: "إن آفاق النمو في إثيوبيا على المدى الطويل لا يزال قاتما".
ايام أكثر دموية في المستقبل
ونوهت "نيويورك تايمز" في تقريرها إلى أنه، بحسب الخبراء، هناك احتمال ضئيل حتى الآن لخفض التصعيد بشكل كبير، وبالنسبة للعديد من الإثيوبيين هذا يعني الاستعداد لأيام أكثر دموية في المستقبل.
وبينت أن الذي أدى إلى تفاقم النزاعات بشكل سريع في البلاد هو انضمام مقاتلو الميليشيات من منطقة أمهرة إلى الجنوب والقوات الإريترية من الشمال إلى الجيش الإثيوبي ضد قوات تحرير تيجراي، مضيفة أن "الانتصار السريع الذي وعدت به الحكومة لم يتحقق، وبدلاً من ذلك، استقرت الأعمال العدائية في حرب طاحنة في جيوب مختلفة من منطقة تيجراي" .
وتابعت: "كثفت السلطات الإثيوبية حملات التجنيد الجماعية ، ودعت الموسيقيين والفنانين المشهورين إلى تحفيز المجهود الحربي والمشاركة العسكرية، َونشر الجيش الأسبوع الماضي صوراً من بلدة ديبارك في منطقة أمهرة الشمالية حيث تجمع شبان - يحملون السواطير والبنادق والعصي المرصعة بالمسامير - لدعم الحرب والمشاركة في القتال."