في ذكرى زعماء الوفد.. محطات من حياة فؤاد باشا سراج الدين
تحل غدًا ذكرى زعماء الوفد الثلاثة خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، الذين وافتهم المنية فى شهر واحد، فقد رحل سعد والنحاس فى 23 أغسطس وسراج الدين فى 9 أغسطس، واقترن الثلاثة الكبار بثوابت حزب الوفد العريق التى تنتصر للدولة الوطنية وسيادة القانون والحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.
ويحتفل حزب الوفد، برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة، غدًا الإثنين، بذكرى زعماء الأمة الثلاثة سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين.
ويبدأ الاحتفال غدًا الإثنين في الواحدة ظهرًا أمام ضريح سعد زغلول وسط القاهرة، ويستمر بزيارة ضريحي الزعيم مصطفى النحاس والزعيم فؤاد سراج الدين بمنطقة البساتين.
ويلقى المستشار بهاء الدين أبوشقة كلمة بهذه المناسبة يتناول فيها السيرة الذاتية والسياسية والتاريخية للزعماء الثلاثة والمواقف الوطنية التي اتخذها حزب الوفد تحت قيادتهم.
وفي السطور التالية نلقي النظر علي محطات من حياة الزعيم التاريخي لحزب الوفد فؤاد باشا سراج الدين.
في الثانى من نوفمبر 1910 ولد فؤاد سراج الدين في كفرالجرايدة مركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ، وهو ابن سراج الدين شاهين باشا وزوج زكية البدراوى كريمة محمد البدراوى باشا.
عمل فؤاد سراج الدين وكيلًا للنائب العام ومحاميًا في الفترة من 1930 إلى 1935 ثم انضم للهيئة الوفدية عام 1935 والهيئة البرلمانية في عام 1936 وأصبح عضوًا في الوفد المصرى قبل عام 1946 ثم سكرتيرًا عامًا للوفد عام 1949، وكان قد رشح لمجلس النواب في 1936عن حزب الوفد وفاز بأغلبية الأصوات.
تولى سراج الدين وزارة الزراعة عام 1942 ثم وزارة الشئون الاجتماعية أواخر 43، ثم وزارة الداخلية ثم وزارة المواصلات عام 1949 فى وزارة حسين سرى الائتلافية التي مهدت لانتخابات عام 1950 وهى الوزارة القومية المؤلفة من جميع الأحزاب ثم في وزارة حكومة الوفد في 1950 عاد وزيرًا للداخلية، وفى نوفمبر من نفس السنة أضيفت إليه وزارة المالية.
كما أنه من المعروف أن فؤاد سراج الدين قد لعب عدة أدوار وطنية جليلة قبل 1952، وقام مع الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس بإطلاق إشارة البدء فى الحرب على الإنجليز لطردهم من البلاد، ولا أحد يخفى عليه الدور العظيم الذى كان يقوم به من إمداد الفدائيين بالأسلحة والذخيرة؟!
كما لعب دورًا بطوليًا في معركة الإسماعيلية عندما أمر الضباط والجنود بقيادة الضابط مصطفى رفعت بالوقوف بصلابة ومقاومة المحتل البريطانى ومنع سقوط محافظة الإسماعيلية، كما أنه كان الوزير ذا البصمات الواضحة فى إطلاق مجانية التعليم التى أعلنها وزير التعليم الوفدى الدكتور طه حسين، ولا يخفى التاريخ أنه كان وراء كل قوانين العمال والفلاحين وغيرها الكثير، خاصة فيما يتعلق بعقود العمل وخلافه.
تعرض فؤاد سراج الدين للاعتقال أكثر من مرة، فقد اعتقل في مارس 1952 في وزارة نجيب الهلالى وأفرج عنه في 4 يوليو 1952، ثم في 5 سبتمبر 1952 وأفرج عنه في ديسمبر 1952 ثم في يناير 1953 لثمانية أشهر في السجن الحربي، وفي يناير1954 حوكم أمام محكمة الثورة وحكم عليه بالسجن 15 عامًا في مارس 1954 وأفرج عنه أوائل 1956 ثم اعتقل في أكتوبر 1961 لخمسة أشهر في سجن القناطر الخيرية ثم في نوفمبر1965 لأسبوع في السجن الحربى ثم في يونيو1967 لأربع وعشرين ساعة بقسم مصر القديمة.
كان «سراج الدين» قد أعاد حزب الوفد للحياة السياسية 1978، وأصبح رئيسًا له ثم اعتقل مجددًا في عهد السادات في 5 سبتمبر 1981 وأفرج عنه بعد تولى مبارك إلى أن توفى «زي النهارده» في 9 أغسطس 2000، ومما يذكر له أنه أصدر قوانين العمال في 1943 وقانون النقابات العمالية وقانون عقد العمل الفردى، وكان وراء قيام الوفد بإلغاء معاهدة سنة 1936 كما كان له الفضل في إصدار أول قانون لتنظيم نقابات العمال، حين كان وزيرًا للشئون الاجتماعية.