في ذكرى وفاته.. قصة تورط محفوظ عبد الرحمن في الكتابة للتليفزيون
مرت 4 سنوات على وفاة الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، إذ رحل عن عالمنا في 19 أغسطس لعام 2017 عن عمر ناهز الـ76 عاما، بعد صراع مع المرض عقب جلطة دماغية مفاجئة نقل على إثرها لأحد المستشفيات.
و ترك الكاتب إرثا كبيرا من الأعمال المسرحية والمسلسلات الإذاعية، فضلا عن كتابته للسينما كفيلم "حليم" عام 2005، و"ناصر 56" 1996، و"القادسية"، كما اشتهر بعدة أعمال تليفزيونية ومنها "أم كلثوم"، بوابة الحلواني"، "سليمان الحلبي"، "عنترة"، و"ليلة سقوط غرناطة"، وغيرها.
- الانطلاق من عالم الصحافة
وفي حوار له بجريدة "الفنون" بعددها رقم 2 الصادر بتاريخ 1 فبراير 2001، قال إن الكتابة كانت قد ساقتني أولا إلى العمل الصحفي، حيث عملت بالصحافة قبل العام 1960، وظللت أعمل بها حتى بعد التخرج بحوالي ثلاث سنوات، واعترف أن ذلك لم يكن خياري بقدر ما كان تنفسيا عن رغبة في ممارسة الكتابة.
وتابع محفوظ عبد الرحمن، بعدها بدأت أكتب للتليفزيون أواسط 1965 وكانت الخطوة الأولى سهرة تليفزيونية قصيرة لا أذكر أنها لفتت الأنظار بقدر ما لفتت نظري إلى الكتابة التليفزيونية، مع مطلع العام 1970 كتبت أول مسلسل طويل.
- مسلسل سليمان الحلبي علامة فارقة
وأضاف، ويمكنك القول إن ورطة الكتابة جاءت بعد عرض مسلسلي "سليمان الحلبي"، وكان علامة فارقة فيما يمكن تسميته بالمسلسلات التاريخية قبله، كان الأسلوب المدرسي هو السائد في ذلك النوع من المسلسلات، وبعده وجدت نفسي متورطا في شكل وأسلوب الدراما التليفزيونية.
- انضباط التليفزيون مغري
وأكد محفوظ عبد الرحمن أنه لا يكتب للتليفزيون فقط، فقد كتب القصة والمسرحية والرواية وللسينما قبل وأثناء تورطه في الكتابة التليفزيونية، مستطردا: أن ما يغري كاتبا أو مؤلفا مثلي هو انضباط التليفزيون فهو انضباط يربطك خلال فترة محددة، أن تكتب عملا محددا، وإذا أخذت كتابة الرواية كمثل فلا أحد يطالبك من الانتهاء منها ولا تجد ذلك في الكتابة المسرحية، أنا لا أستجيب لكتابة مسرحية إذا طلبت مني، ولكن أقبل أن يطلب مني كتابة مسلسل، وفي السينما لا يمكنك أن تعرف مستوى الفيلم حتى لو كنت كاتبه، لأن المخرج هو صاحب السيطرة الأساسية على الفيلم وليس الكاتب.
وأضاف لذلك فالكتابة للتليفزيون أقرب للكاتب في ظل هذه الضمانات ومن خلال هذه الانضباطية وأنا معك أن الجانب المادي عامل لا يمكن إنكاره، وصحيح أيضا أن الكاتب المبدع لا يحكمه العامل المادي وحده، ويمكنني أن أعطيك الدليل من خلال كتابات كثيرة لي لا أتقاضى عنها مقابلا ماديا، ونحن ندعي أننا نختار الكتابة عن كذا أو عن كيف، ولكني أؤكد لك أن الاستدراج أو الانزلاق في الكتابة أكثر عمومية من الاختيار.