باحث: الهند ليست مستعدة لمواجهة موجة أخرى من كورونا
بدأت ذكريات موجة تفشي فيروس كورونا الثانية المدمرة في الانحسار ببطء. لم تعد الجائحة تتصدر عناوين الأخبار، وأصبحت المراكز التجارية والمنتجعات الجبلية مزدحمة بالمتسوقين والسائحين.
كما عاد النشاط الاقتصادي تقريبًا لمستويات ما قبل الجائحة، مثلما كان قبل الموجة الثانية في مارس الماضي. وفي حقيقة الأمر، مثلما كان الأمر حين ذاك، يبدو أن الكثير من الهنود يعتقدون أن أسوأ ما في الجائحة قد مضى.
وأشار الباحث الهندي ميهير شارما في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إلى أننا لا نستطيع التيقن بالنسبة لكل هذا.
فقد توقعت التقديرات الوبائية، التي تنبأت بالموجة الثانية، أن موجة أضعف أخرى ربما تضرب الهند هذا الشهر.
والدولة ليست مستعدة لذلك على الإطلاق.
وأضاف شارما أن جانبا مما يدفع إلى الثقة المفرطة يعود للطبيعة المدمرة لموجة التفشي الثانية التي شهدتها الهند، في التفشي الواسع النطاق للإصابات أدى إلى تعرض شريحة كبيرة من الهنود للفيروس، والذين بذلك يجب أن تكون لديهم حاليًا درجة ما من المناعة.
ولكن الحقيقة البسيطة هي أننا لازلنا لا نعلم ما يكفي عن الموجة الثانية لنطلق توقعات سهلة بشأن الموجة الثالثة.
وأوضح شارما أن كل ما يمتلكه الهنود هو سلسلة من عمليات المسح التي أجراها مجلس البحث الطبي توضح عدد الهنود الذين لديهم أجسام مضادة للفيروس.
فقد أجرى المجلس أربع عمليات مسح من هذا النوع، شملت 29 ألف شخص في 700 قرية في 21 ولاية من ولايات الهند الـ28.
وأوضحت نتائج عملية المسح الرابعة، التي أجريت خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين أن ثلثي الهنود أصيبوا بالفيروس، وهو ما يمثل ارتفاعا عن نسبة الـ 24 % خلال شهري ديسمبر ويناير الماضيين.
وعلى الرغم من أن هذه نسبة كبيرة، إلا أن ذلك يعني أنه ما زال ليس لدى 400 مليون هندي أجسام مضادة، وربما تؤدي موجة ثالثة أو رابعة من التفشي لارتفاع حصيلة الوفيات بالفيروس بصورة كبيرة.