«اختلف الفقهاء».. شاب يريد صباغة شعره باللون الأسود و«علي جمعة» يجيب
من بين الأسئلة التي ترددت كثيرًا مؤخرًا، تلك المتعلقة بمظهر الرجال، وتحديدًا رأي الشرع في صبغ الشعر الأبيض بالأسود، فهناك الكثير من الشباب يرغبون في معرفة مدى حرمانية ذلك من عدمه، حيث ورد إلى علماء الإفتاء هذا السؤال عبر البث المباشر، وكذلك ورد إلى الدكتور على جمعة في إحدى الحلقات الدينية.
"الدستور" يرصد رأي الشرع في صبغة الشعر الأبيض بالأسود، والأدلة الشرعية حول هذه المسألة، وهل اختلف فيها الفقهاء أم لا.
من جانبه، رد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ومفتي الديار المصرية السابق، في رده على سؤال ورد إليه في إحدى الدروس الدينية بالمساجد، وتم نشرها عبر الجروبات الدينية على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: “أنا شاب في مقتبل العمر وفي رأسي شعر أبيض كثيف مثل الشعر الأسود، فهل صبغ الشعر باللون الأسود حرام؟ مع العلم بأن الشعر الأبيض يعطي سنًّا أكبر من سني”، فرد المفتي قائًلا: “اختلف الفقهاء في حكم الاختضاب بالسواد مع إجماعهم على جوازه في الحرب ليظهر المجاهدون أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو”.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء، “منهم من قال بكراهته، ومنهم من قال بتحريمه فيما عدا الجهاد، ومنهم من رخّص فيه مطلقًا ورأى أنه لا حرج على فاعله”.
وأضاف جمعة، وأما دليل من قال بتحريمه: فهو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» رواه أبو داود والنسائي.
وأشار إلى أن الأصل أن النهي يقتضي التحريم، والقائلون بالكراهة يحملون النهي هنا على الكراهة؛ لتعلقه بأمور العادات، لافتا إلى أن أصحاب الرأي القائل بالجواز فيستدلون بحديث صهيب الخير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا -أي للشيب- السَّوَادُ؛ أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ أعدَائكم» رواه ابن ماجه وحسَّنه البوصيري.
وأوضح أنه قد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام وغيرهما، ولم يُنقل الإنكار عليهم من أحد، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو، وأجابوا عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق بأنه لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد، بل فيه الإخبار عن قومٍ هذه صفتهم لا أنّ عدم وجدانهم رائحة الجنة بسبب خضابهم بالسواد.
وأكد المفتى السابق، أنه بناءً على ذلك: فإن “هناك اختلافًا بين الفقهاء بين الجواز وعدمه في مسألة الخضاب بالسواد، فلا حرج على مَن أخذ بأيِّ القولين. والأمر في ذلك واسع”.