في طريقنا نحو الاكتفاء الذاتي.. كيف أصبح لمصر مخزونًا كافيًا من السكر؟
تبذل الدولة قصارى جهدها لتحقيق طفرة غير مسبوقة بمعدلات الإنتاج الزراعي، لاسيما الأمن الغذائي وصولاً للاكتفاء الذاتي وفقًا لأهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030 التى تتبناها وزارة الزراعة ضمن خطة طموحة لتأمين احتياجات المواطنين من السلع، وقد حظيت المحاصيل السكرية باهتمام واسع من قبل الوزارة ،ومن ثم استطاعت تحقيق مخزونا عاليا.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد أبو اليزيد، رئيس شركة الدلتا للسكر، في تصريحات صحفية سابقة إن حجم استهلاك مصر من السكر سنويا يقدر بنحو 3.2 مليون طنا، بينما يقدر حجم إنتاج الشركة بنحو 2.7 مليون طنا منها مليون طن قصب السكر، و1.7 مليون طن من بنجر السكر. مشيرًا إلى أن الشركة حققت طفرة خلال السنوات الأربع لتقارب من الاكتفاء الذاتي بنسبة 90% بينما تستورد الدولة النسبة المتبقية 10% في شكل سكر خام يتم تكريره وإعادة تصنيعه.
زيادة المساحة المزروعة للبنجر
من جهته ، أكد حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، لـ«الدستور» أن مصر تعتمد في زراعتها للمحاصيل السكرية على نوعين أساسيين هما قصب السكر، وتصل مساحته المنزرعة إلى 375 ألف فدانا زادت خلال هذا العام لتصل إلى 640 ألف فدان، ما حقق بدوره طفرة كبيرة في إنتاج السكر ومن ثم تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، لأقل معدلاتها منذ سنوات طويلة.
ولفت إلى أن مصر تستهلك سنويا حوالى 3.4ملايين طن من السكر، موضحا أن زراعة قصب السكر تتركز في صعيد مصر من المنيا إلى أسوان، بينما البنجر يزرع في جميع أنحاء الجمهورية وخاصة المناطق المستصلحة، مضيفا أنه مع إدخال أساليب مستحدثة في زراعة البنجر، واستخدام تقاوي عالية الجودة والإنتاجية مع تغيرها كل خمس سنوات، وكذلك الاعتدال في الري، وزراعته في الوقت المناسب سنصل إلى الاكتفاء الذاتي منه.
واختتم “أبو صدام”،: بعد تحقيق مصر لإنتاج ضخم من المحاصيل السكرية تقلص حجم استيرادها من 800 ألف طن سكر إلى 400 ألف طن نتيجة الجهود المبذولة بالتوسع في زراعة البنجر، واهتمام الدولة بمصانع السكر والحفاظ على المساحة المنزرعة من قصب السكر والبنجر، وأن مصنع السكر في المنيا سيحقق معدل إنتاجية عالية ومن ثم التصدير للخارج.
خبير زراعي: مصنع القناة بالمنيا سيحقق الاكتفاء الذاتي
من جانبه، أكد رضا محمد عبدالعليم، خبير زراعي وعضو بالمراقبة العامة للتنمية والتعاون بالدقهلية، في حديثه لـ«الدستور»، أن المحاصيل السكرية من الزراعات الواعدة في مصر، والتي تتميز بمردود اقتصادي عالي، وبالفعل تبذل الدولة جهودا كبيرة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي منه، مشيرًا إلى أن عدد مصانع السكر التي تم إنشاؤها على مدار السنوات الماضية كبير وذلك في محافظات عدة بالجمهورية.
وتابع: اهتمام المزارعين بزراعة المحاصيل السكرية في وجود برامج إرشادية واستخدام الأساليب المثلى في الزراعة، ولاسيما استخدام معدات مناسبة ساهم بشكل في تحقيق مخزون استراتيجي من المحصول.
ونوه “عبدالعليم”، إلى أن الدولة تدشن مبادرات كان لها دورًا كبيرًا في التغلب على العقبات التي قد تواجه المواطنين، توفير كثير من الخدمات حتى أصبح معظم منتجاتنا محلية.
واختتم الخبير الزراعي، حديثه لـ«الدستور» قائلًا: “التكاليف والظروف المناخية تؤثر على محصول البنجر وإنتاجيته في الفدان الواحد من البنجر يصرف عدد 3 شكائر يوريا، بينما الاحتياج الفعلي للفدان يتجاوز 6 أو 7 شكائر نظرًا لطبيعة التربة فى بعض الأماكن وانخفاض خصوبتها، فيجب أن تكون هناك خطط للحفاظ على مستوى إنتاج مثر من السكر”.
إحصائيات
سعر محصول البنجر والذي لم يتجاوز تسليمه حاليًا 500 جنيه للطن و50 جنيه علاوة على نسبة الحلاوة وفقًا لتقديرات المصنع، خاصة وأن كل 10 أطنان من القصب تنتج طن واحد سكر، بينما كل 10 أطنان من البنجر تنتج 1.7 طن سكر، وهو ما يعنى أن إنتاجية البنجر للسكر ضعف إنتاجية محصول القصب.
حجم إنتاج واستهلاك مصر من السكر خلال 3 أعوام:
عام 2019/2020.
بلغ حجم الإنتاج 2740، بينما كان حجم الاستهلاك 3250 ألف طن
عام 2020/2021.
بلغ حجم الإنتاج 2780 ألف طن ،بينما كان حجم الاستهلاك 3340 ألف طن
عام 2021/2022.
بلغ حجم الإنتاج 2855 الف طن، بينما كان الاستهلاك 3430 ألف طن.