وزير البيئة الجزائري السابق: حجم خسائر حرائق الغابات يؤكد أنها «مدبرة» (خاص)
قال وزير البيئة الصحراوية الجزائري السابق حمزة آل سيدي الشيخ، إن سبب الحرائق التي التهمت معظم الغابات والمنازل والحيوانات في عدد كبير من الولايات الجزائرية "بفعل فاعل"، كون اشتعال 50 حريقا في 3 ولايات في نفس الوقت أمر غريب ولم يحدث من قبل، وهي بفعل أيادي إجرامية لا تريد الخير للجزائر أو شعبها.
وأضاف "آل الشيخ"، في تصريحات خاصة "الدستور"، أن الجزائر واجهت الحرائق بتعاون كل أبنائها ومؤسساتها من أعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي ونظرا لطبيعة المناطق الجبلية الصعبة كانت العملية معقدة ونيران قوية جدا، فأحرقت الأشجار والحيوانات وأحدثت خسائر كبيرة، ونسأل الله أن يكون في عون أهلنا في ولايات تيزي وزو وسطيف وبجاية وكل الولايات التي تشهد حرائق.
وتابع وزير البييئة الجزائري: "تأثير الحرائق على النظام البيئي في مناطق الحريق مهولة جدا نظرا لاحتراق كمية كبيرة من الأشجار والحيوانات وكل الكائنات الحية الموجودة بالغابات الجبلية، وأثر ذالك بالطبع على نوعية الهواء وحتى على النظام البيئي للمواطن الذي يعيش في المنطقة، لأنهم في الغالب يعتمدون على الغابات وعلى الفلاحة في حياتهم اليومية، ولابد من مواجهة هذه الكارثة بعمليات تشجير وصيانة لكل تلك المناطق حتى تستعيد حياتها من جديد".
واستطرد: "الجزائر تشخر كل الإمكانيات ضد الحرائق في أرض الميدان، إضافة إلى الاستعانة بعتاد الجيش الوطني الشعبي، وكذا عتاد الحماية المدنية، ولكن نظرا لشساعة مناطق الحريق وسرعة النيران وقوتها قامت الجزائر بعدة اتصالات مع الدول لاقتناء طائرات إضافية، وكذلك قدمت بعض الدول الشقيقة مثل تونس ووضعت إمكانياتها تحت تصرف الجزائر".
وكشف "آل الشيخ" عن حجم الخسائر حتى الآن، قائلا إن حجم الخسائر كبيراً جداً، ويقاس بعدد شهداء الواجب من أفراد الجيش الوطني الشعبي الذي بلغ 25 شهيدا، و13 شهيدا من المواطنين أصحاب المناطق التي بها الحرائق، أما بالنسبة للخسائر المادية فهي كبيرة تتضمن احتراق مساحات غابية كبيرة.
واختتم وزير البيئة الجزائري السابق، أن هذه العمليات الإجرامية من حرائق وغيرها التي استهدفت بها الجزائر لخير دليل أن مسار الإصلاحات يسير في الطريق الصحيح، وأن الجزائر بلا شك أصبحت دولة محورية في نصرة المظلومين وخاصة وقوفها مع القضية الفلسطينية وكل قضايا التحرر في العالم، وهي تدفع ثمن مواقفها، وخاصة أن العالم اليوم على أبواب تغيرات كبيرة في توازن القوى الدولية وإعادة تموقع الدول حسب مواقفها وقوتها، وبدون أن ننسى تداعيات فيروس كورونا وتأثيراته الاقتصادية والسياسية في العالم والمنطقة.