موانئ معدة لليخوت.. كيف تستعد مصر لغزو «سياحة الأثرياء»؟
شهد قطاع السياحة خلال الأعوام الماضية العديد من الخسائر بسبب جائحة كورونا، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية كان هناك بارقة أمل في عودة الرواج مرة أخرى لحركة السياحة بمصر، بعد استقبال أول وفد سياحي روسي، التي تعد من أهم الوفود السياحية المصرية.
وتعد سياحة اليخوت واحدة من الأنشطة التي تمثل نمطاً جديداً من أنواع السياحة الرياضية في مصر، كونها من أغنى أنواع السياحة، إذ يتميز أصحابها بكونهم من الأثرياء الذين يبحرون للاستجمام بمبالغ مالية كبيرة، تعود بالنفع في النهاية على الاقتصاد المصري.
معوقات سياحة اليخوت في مصر
يقول محمد كارم، الخبير السياحي إن “مصر فقدت خلال العامين الماضيين بسبب كورونا أرباحاً ضخمة من السياحة، مؤكداً أن عودة السياحة تدريجياً وما اتخذته الحكومة من قرارات في صالح السياحة بعودة نسبة الإشغالات في الفنادق بنسبة 25% ثم 50% مع اتخاذ كافة التدابير الإحتياطية، وتطعيم العمال ضد كورونا خفف من وطأة الآثار السلبية لكوفيد ١٩ على السياحة بمصر، بعكس الكثير من الدول التي انهار بها قطاع السياحة”.
وأوضح “كارم” لـ«الدستور» أن مصر مهيأة تمامًا لمثل هذه الأنواع من السياحة لما تملكه من مقومات، حيث تمتلك أكثر من 2400 كم من السواحل والشواطئ الخلابة، ومنتجعات سياحية متميزة توجد على مقربة من مدن تاريخية وسياحية شهيرة، ولكن هناك بعض الإجراءات أو المبالغة في رسوم بقاء اليخوت في مصر تمثل عائقًا كبيرًا لتنشيط هذه السياحة وتنميتها، هذا بخلاف رسوم عبورها قناة السويس، والتي يتم تحصيلها مرتين في حال انتقال اليخت من مرسى لآخر، ما قد يسبب في هجرة هذه السياحة من مصر لدول أخرى.
استراتيجية تنشيط سياحة اليخوت
أثنى الخبير السياحي، على استراتيجية تنشيط سياحة اليخوت في مصر، والتي وضعتها وزارة السياحة منذ أيام مؤكدا أن ما وضع في هذه الاستراتيجية كان ضمن مطالب أصحاب اليخوت.
فيما صرح الدكتور خالد عناني، وزير السياحة والآثار، منذ أيام، أن الاستراتيجية تشمل إعداد سياسة سعرية موحدة، من شأنها تقديم حوافز وتخفيضات جاذبة للسفن واليخوت السياحية، مع رفع كفاءة الموانئ السياحية الحالية، وإنشاء “مارينا يخوت” فى المواقع التى تتمتع بعوامل الجذب السياحى، وإعداد خطة تسويقية للترويج لسياحة اليخوت والموانئ السياحية المصرية، والمشاركة الفعالة في المؤتمرات والمنتديات السياحية والمعارض الدولية، وكذلك إنشاء المنصة الإلكترونية ليُمثل فيها جميع الجهات المعنية بغرض تبسيط الإجراءات والحصول على الموافقات وكذا إصدار فاتورة موحدة.
وأوضح في تصريحات سابقة، أن سياحة اليخوت تسهم بشكل كبير في توفير فرص عمل مباشرة بمعدل 4.4 وظيفة مباشرة لكل يخت بالإضافة إلى 100 وظيفة غير مباشرة، وذلك في قطاعات: الضيافة، وشركات ووكالات السفر والسياحة والخدمات، لافتا إلى أن التقديرات تشير إلى أن سياحة اليخوت وفرت نحو 180 ألف فرصة عمل في أوروبا عام 2016.
في هذا الشأن يقول محمد مسلمي، يعمل بمجال سياحة اليخوت وصاحب يخت، إن منطقة البحر المتوسط من أهم المناطق على مستوى العالم في سياحة اليخوت، حيث يتواجد فيها أكثر من 30 ألف يخت سنوياً، وتعد من أشهر مناطق تجمعات اليخوت في مصر منطقة بورتو مارينا وبورتو السخنة إلى جانب مدينة شرم الشيخ والغردقة ولكن في حدود.
ولفت “مسلمي” أن سياحة اليخوت هي سياحة خاصة بالأثرياء لذا لها أهمية كبيرة وعائد مادي كبير على الاقتصاد المصري، وأيضاً تساعد في توفير فرص عمل للشباب، حيث يعمل على اليخت الواحد أكثر من خمس فردًا، بخلاف جانب تنشيط أماكن أخرى مثل الفنادق والسوبر ماركت.
وتبلغ قيمة سياحة اليخوت في منطقة البحر المتوسط تبلغ حوالى 300 مليار دولار سنوياً، وفقا للتقديرات العالمية.