صحيفة إماراتية: المناخ هو المعركة القادمة بعد كورونا
أكدت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن الحرائق الهائلة والفيضانات الاستثنائية التي تجتاح مناطق عدة من العالم، سحبت الأضواء من الاهتمام الواسع بمكافحة جائحة «كوفيد-19» وتداعياتها الكبيرة؛ لتلفت الأنظار إلى التغير المناخي، وما يمكن أن يسببه من مخاطر على مستقبل الحياة على الكوكب الأخضر، مشددة على أنه على المجتمع الدولي برمته أن يزيح خلافاته وصراعاته جانبًا، ويصب كل إمكاناته وجهوده لحل قضية المناخ؛ من أجل حماية الطبيعة والحياة.
ولفتت "الخليج"- في افتتاحيتها اليوم الإثنين بعنوان "أنقذوا المناخ قبل الندم"- إلى أن بعض الخبراء يؤكدون أن الحرائق والفيضانات ستكون سلاح الاحتباس الحراري ضد البشرية في السنوات والعقود المقبلة، إذا لم يسارع صنّاع القرار في كل مكان إلى وضع الاستراتيجيات العاجلة والآجلة لوقف هذا التهديد.
وأضاف أن الحرائق والفيضانات أخذت ترسم خرائط جديدة عبر تدمير مرعب لم تتحمله مرافق البنى التحتية، من الولايات المتحدة إلى كوريا الشمالية مرورًا بأوروبا وروسيا والصين، موضحًا أن ذلك كله كان نتيجة حتمية لارتفاع حرارة الغلاف الجوي التي أسهمت بدورها في تشكل ظاهرة أمطار غزيرة، تزامنت في دول عدة، مثل روسيا وتركيا وكندا، مع الحرائق المستعرة، وسببت مجتمعة كوارث مزدوجة.
وأوضحت "الخليج" أنه بعد القضاء على جائحة «كورونا» سيواجه العالم معركة شديدة الخطورة، لحماية المناخ، والمحافظة على الحياة، مشيرة إلى أن الإمارات تؤدي في هذا المضمار دورًا إقليميًا ودوليًا رائدًا، بناء على إدراكها المبكر للتهديدات الكبيرة التي يسببها التغير المناخي.
وقد وصف تقرير صادر عن لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة التغيرات المناخية الأخيرة بأنها "غير مسبوقة"، وأكد مسئولية البشر عنها.
وقال خبراء المناخ في الأمم المتحدة الاثنين إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى "غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين".
وبغض النظر عن معدل انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع "لقرون بل لآلاف السنين" خصوصًا في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية وفقًا للتقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي يقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100.