صحيفة فرنسية: الإسلام السياسى انتهى فى تونس والغنوشى
قالت صحيفة "لوريان لو جور" الفرنسية واسعة الانتشار إن حركة النهضة في تونس باتت في أصعف حالاتها تماما وأن القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس التونسي قيس سعيد وثورة يوليو الماضية تعد الضربة القاضية للتنظيم الذي سعى في تونس فسادا.
وتابعت الصحيفة الفرنسية: يأمل التونسيون أن تكون إجراءات الرئيس سعيد بمثابة نهاية لحزب النهضة، وهو حزب تابع لجماعة الإخوان المسلمين.
وتابعت الصحيفة: أن حزب النهضة الإسلامي الضعيف بالفعل، يحاول النجاة من "الزلزال" العنيف الذي ألم به.
وتأسس حزب النهضة قبل 40 عامًا، ولا سيما من قبل الرئيس الحالي للبرلمان الموقوف راشد الغنوشي، البالغ من العمر 80 عامًا، وعاد إلى الساحة السياسية بعد ثورة 2011، وشارك منذ ذلك الحين في جميع الائتلافات البرلمانية.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية النهضة إنه الحزب الأكثر تنظيمًا في البلاد والكتلة الرئيسية في المجلس، و لكن منذ عام 2014، تراجعت قاعدته الانتخابية بشكل حاد، من 89 نائبًا إلى 53 من أصل 217 في الانتخابات التشريعية لعام 2019، أي خسر مليون صوت منذ عام 2011.
وشهد الحزب عددًا متزايدًا من الأعضاء المعارضين في السنوات الأخيرة ، ولا سيما المطالبة بتغيير على رأس التشكيل السياسي.
وظهرت الخلافات الداخلية بعد الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس سعيد في 25 يوليو، والذي علق البرلمان بشكل خاص لمدة 30 يومًا استجابة لرغبات الشعب التونسي لاسيما بعد انهيار المنظومة الصحية في التعامل مع جائحة كورون حيث أزاح سعيد النهضة من السلطة.
وقال الباحث السياسي وأستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف حناشي لوكالة فرانس برس: إن النهضة "ضعفت بعد هذا الزلزال القوي" الذي يفاقم "الانقسامات الداخلية بين مؤيدي الغنوشي ومن يطالبون برحيله"، وتابع: إن النهضة لديه الخبرة و "القدرة على التكيف مع الأزمات واستيعابها ، لأنه منظم ومنظم".
وفي عام 2013 ، بعد اغتيال اثنين من المعارضين اليساريين المعارضين للإسلاميين ، ترك حزب النهضة الحكومة للمشاركة في حوار وطني لضمان وجوده على الساحة السياسية ، قام بعد ذلك بتشكيل ائتلاف عام 2014 مع حزب نداء تونس ، وهو حزب يدعي أنه علماني.
وفي عام 2019 ، أعاد إنتاج هذا النمط ، تحالف النهضة مع حزب قلب تونس الذي يتزعمه رجل الأعمال نبيل القروي ، الذي حوكم بتهمة غسل الأموال.
وفي 25 يوليو يوم استيلاء الرئيس سعيد على السلطة، أدانت النهضة قرارات سعيد، وولكن مجلس الشورى، الهيئة الرئيسية في حركة النهضة ، انفتح يوم الخميس على الحوار، قائلا إنه مستعد "للحوار و"الاعتذار" وتعهدت الحركة بـ "إجراء مراجعات وتجديدات لازمة لبرامجها وهياكلها الإدارية".
وقال حناشي إن النهضة “تنحني وسط العاصفة لتتغلب عليها”، لكن سعيد رد بخطاب قوي معلنا فيه عدم التصالح، وبحسب خلفاوي، "ما حدث مع الرئيس التونسي أظهر ان النهضة في حالة ضعف شديد: فهي لم تعد تحمل ، كما في السابق ، أوتار اللعبة السياسية".
وحول مستقبل الغنوشي، قال الصحيف الفرنسية : ان راشد الغنوشي ، ، لا يزال أحد الرموز الرئيسية للإسلام السياسي، و يعزو مؤيدوه نجاح عودة النهضة إلى المشهد السياسي بعد عام 2011 ، والانتقال الديمقراطي الذي تم التفاوض عليه في البلاد، ويلومه آخرون على سلطته المفرطة على الحزب الذي أصبح مشروعه الشخصي.
وتم تأجيل المؤتمر الحادي عشر للحزب ، المقرر عقده في عام 2020 لانتخاب زعيم جديد ، إلى عام 2021 ، وسط خلافات قوية حول مستقبل السيد الغنوشي.
وقال حناشي إن الزعيم التاريخي ، الذي أكمل الحد الأقصى من التفويضات في نهاية عام 2020 ، "أصبح عبئًا على النهضة وقادتها" و يريد البعض استبعاده لضمان بقاء الحزب.
وقال السيد خلفاوي "مستقبله كلاعب سياسي (...) انتهى". يبقى أن نرى ما إذا كان يمكن إعادة تشكيل النهضة بدون هذه الشخصية المركزية.