تحلية المياه.. كلمة السر في زيادة الموارد المائية بمصر
خلال السنوات الماضية توسعت الدولة في البحث عن مصادر جديدة للمياه في مصر، وذلك من أجل التنوع في المصادر المائية، وزيادة حجم الموارد المائية غير التقليدية، وتأتي محطات التحلية على رأس تلك الحلول البديلة لتحلية مياه البحر.
في هذا الصدد أوضح الدكتور على إسماعيل، أستاذ الأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن التوسع الأفقي يهدف به البحث عن مصادر مائية جديدةً لزيادة مصادر المياه والاستفادة منها في تحلية مياه البحر والمياه شبه المالحة.
وأضاف أستاذ الأراضي والمياه، أنه بدأ أيضًا الاهتمام بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي بعد معالجتها، وذلك تماشيًا مع معالجة المياه الجوفية، لاسيما التي تتسم بنسب الملوحة العالية، على أن تُستخدم في مناطق المشروعات الزراعية.
التحالف القومي للتصنيع المحلي
«الدستور» تجولت داخل مركز التميز المصري، لأبحاث تحلية المياه بالمركز القومي لبحوث الصحراء، ويعمل هذا المركز على العديد من مشروعات الموارد المائية ومنها تحلية المياه، إذ يعد مركزًا متخصصًا في أبحاث تحلية المياه في الشرق الأوسط وقد افتتح عام 2016.
التقينا مع الدكتور حسام شوقي، مدير مركز التميز وأستاذ كيمياء المياه؛ والذي أوضح بدوره أن المركز يعمل على واحد من أهم وأبرز المشروعات وهو مشروع التحالف القومي في صناعة معدات محطات تحلية المياه بأيادٍ وسواعد مصرية.
وأكد مدير مركز التميز وأستاذ كيمياء المياه، أن هذا التحالف يستهدف مشروع التحالف القومي لتكنولوجيا تحلية المياه توفير النفقات للاقتصاد المصري وتخفيض التكاليف، من خلال التصنيع المحلي لعدد من أجزاء مهمة في محطات التحلية.
135 مليار جنيه.. تكلفة مشروعات تحلية المياه
تُقدر تكلفة مشروعات محطات تحلية مياه البحر الإجمالية بـ 135 مليار جنيه، أما استكمال مشروعات الصرف الصحى فى جميع محافظات الجمهورية بتكلفة 300 مليار جنيه، بحسب نائب وزير الإسكان.
مهندسو محطات التحلية: مصدر جديد لزيادة المياه
«الدستور» تواصلت مع المهندس أحمد عربي، أحد المشاركين في تنفيذ مشروعات التحلية، وكشف أن مصر ركزت خلال الفترة الماضية على إنشاء محطات تحلية المياه، وبالفعل نفذت أكثر من مشروع على مستوى المحافظات.
وأوضح أن عملية معالجة وتحلية المياه داخل المحطة تمر بأكثر من مرحلة، حتى يتم التأكيد من معالجتها بشكل جيد وآمن، فيما تدخل المياه معامل تحاليل تابعة لوزارة الصحة لتحليلها وتحديد ما إذا كانت صالحة للاستخدام أم تحتاج إلى المعالجة مرة أخرى.
أما المهندس جمال مصطفى، مهندس كهربائي بإحدى محطات التحلية في السويس، قال إن تحلية المياه تمر بأكثر من مرحلة كي يتم معالجتها بشكل آمن، وتبدأ عن طريق تجميع مياه الصرف الصحى ورفعها عبر محطات المعالجة المتخصصة، وبعد أن يتم فلترتها وحقنها بالكلور، يجرى تكريرها، ثم تُخزن لأغراض الزراعة والري بعد أن يتم تحليل عينات منها.
وأكد المهندس الكهربائي أن محطات تحلية المياه في مصر أو محطات المعالجة، يتم تنفيذها على أحدث التقنيات الأوروبية، وذلك لإمكانية توفير أكبر قدر من المياه بوقت وجهد منخفض نسبيًا، وفي بعض الأحيان يمكن أن يتم توسعة المحطات لزياة الإنتاج.
إجمالي مشروعات المياه في مصر
بحسب وزارة الإسكان فإنه جرى تنفيذ ما يقرب من 1131 مشروعًا متنوع بين مشروعات لمياه الشرب والصرف الصحى للمدن والقرى والأرياف، بتكلفة تُقدر بـ 123.6 مليار جنيه، بجانب تنفيذ 5700 مشروع إحلال وتجديد بتكلفة 8.7 مليار جنيه، لافتًا إلى أن نسبة تغطية مشروعات مياة الشرب في محافظات الجمهورية وصلت إلى 98%، وهى نسبة مرتفعة مقارنة بالمعدلات العالمية التي تقدر بـ 85%.