منهن لوسيا وبيترا.. نساء في طفولة عبقري الرواية الكولومبية جابرييل ماركيز
يقول ماركيز في مذكراته "عشت لأروي": أومن أن الفصل في طريقتي في التفكير يعود إلى النسوة في عائلتي الذي عملوا في خدمتنا وأثروا في طفولتي، فجميعهم تمتعوا بشخصيات قوية وقلوب رحيمة وعاملونني بتلقائية جعلتني أشعر وكأن الجنة قد وجدت على الأرض.
يقول الكاتب الكولومبي كونرادو زولواجا “صاحب كتاب ”ماركيز لن أموت ابدا ..حكايات كتبه" والصادر عن دار العربي للنشر والتوزيع:
كانت النساء اللاتي تعاملن معه ذوات تأثير كبير فيه منذ أيام طفولته يحافظن على تمالك العالم بقبضاتهم الحديدية، كن كثيرات، فهنالك مثلا " لوسيا: وهي الأولى الأولى التي أرته منطقتها الحميمية؛ وتأثر للغاية بذلك، لكنه مع ذلك لم ينتبه سوى لطيات الجلد التي تدلى من بطنها، ويتذكر "تشون " الهندية والتي اصبحت الخالة المراعية له والتي صاحبت والدته على الدوام وهي تشتري احتياجاتها من بلدة "بايندوبار" أو "ريوهاتشا"؛ طوماتيلدت أرمنتا" " التي وقف في ركن الحجرة شبه المظلم شاهدها وهي تلد وكـنخ صياد، يتذكر حفل راقص، وضمته إليها بقوة لدرجة أنه شعر وكأنه سيختنق: "لا أعلم ما الذي حدث لها ، ولكنني حتي اليوم ، أستيقظ في منتصف الليل وأنا مضطرب وهائج ، وكأنني أستطيع أن ألمس كل جزء منها في الظلام وأستطيع أن اشم رائحة جسدها التي تشبه رائحة الحيوانات".
يتابع كونراد سرد تفاصيل نساء في حياة جابرييل ماركيز " إلبير كاتينو"، أو العمه "با" الأخت التوأم للعم "إستيبان" كانت رقيقة للغاية في رعايتها للصغار ولكن الجميع كانوا يتجاهلونها؛ "وفرانسيس سيموديسا " الخالة "ماما" بنت عم جدي ، والتيلم تكن مع رجل قط أو "بدت وكانها تملك قلبا تعذب وخذلانه " وكانت تحمل معها مفاتيح المقبرة وتهتم بكل مايتعلق بالموت والوفيات . لدرجة أنها خاطت كفنها بنفسها وماتت عندما أرادت أن تفعل، وبعد أن ملأت بيانات شهادة الوفاة الخاصة بها والأوراق المطلوبة للجنازة ـ وهناك أيضا العمة "بيترا وهي أخت الجد الكبرى، والعمة وينيفريدا " .