من أجل الفن.. عامر منيب باع سيارته ومزق تذكرة السفر
تسبب حب الفن في نهاية مأسوية لعدد كبير من النجوم منهم مَن توفى ولم يجد ما يعالج به نفسه في أيامه الأخيرة ومنهم مَن فقد كل ما يملك في إنتاج عمل فني مقتنع بنجاحه لكن الظروف لم تحالفه، إلا أن المطرب الراحل عامر منيب كان حالة خاصة فحبه للفن جعله يترك فرصة للعمل بالخارج في بداية حياته الفنية وباع ممتلكاته حتى يستطيع إنتاج أول ألبوماته الغنائية، وتوفي بعد أعوام من تحقيق الشهرة واستطاع خلالها أن يكون أحد أهم أبناء جيله من المطربين.
عامر منيب حفيد الفنانة الكبيرة ماري منيب التي تولت تربيته منذ صغره فوالدته قد توفيت ولم يكن قد بلغ عامه الثامن وهو من مواليد العام 1963 وكان حبه للفن قد بدأ مبكرًا فقد كانت جدته تصطحبه معها إلى المسرح والاستديوهات، وخلال دراسته الجامعية بدأت موهبته الفنية في الظهور وحصل على بكالوريوس التجارة في العام 1985 وعين معيدا بالجامعة واشتهر بين أصدقائه بالغناء وصوته الهادئ خاصة أنه كان يحب أغاني عبدالحليم حافظ، لكنه لم يكن يفكر في تلك المرحلة باحتراف الغناء.
وقرر عامر منيب السفر لأستراليا للحصول على درجة الدكتوراه، إلا أنه وقبل أسبوع من السفر قرر بعض الأصدقاء توديعه بسهرة رمضانية على السحور، يصادف وجود عدد من نجوم الفن منهم الملحن الكبير حلمي بكر والفنان محمود ياسين وزوجته شهيرة، وقام أحد أصدقائه بإقناعه الغناء في ذلك المكان بالاتفاق مع القائمين عليه وهو ما حدث بالفعل وقدم منيب إحدى الأغنيات لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وبعد الانتهاء تحدث معه الملحن حلمي بكر وحينما علم بنيته السفر طلب منه أن يعيد تفكير في القرار وألا يترك مصر لأنه سيكون له مستقبل واعد في الغناء، وبالفعل اتخذ عامر منيب قراره بعد العودة إلى المنزل وقرر إلغاء السفر.
وقرر عامر منيب المجازفة أن يكون أول ألبوماته الفنية من إنتاجه الخاص حتى لا يفرض عليه أحد اختيار الكلمات والالحان وبالفعل في عام 1990 قدم عامر منيب ألبومه الأول "لمحي"، وذلك بعدما باع سيارته واستدان من أصدقائه لإنتاج الألبوم الغنائي، وحقق الألبوم نجاحا كبيرا ما جعله يعيد تكرار الأمر وقدم خلال مشواره الفني 12 ألبوما غنائيا وفي أحد اللقاءات التليفزيونية النادرة له قال منيب إن أمنية حياته أن يسجل القرآن الكريم مسجلًا بصوته لكنه توفي في العام 2011 عن عمر يناهز 48 عامًا.