«شتاء عند الفجر» للدنماركي ينس مارتن إريكسن.. رواية «ديستوبيا» تناقش البحث عن الهوية
تعد رواية «شتاء عند الفجر» الصادرة عن دار ميريت للكاتب الصحفي والروائي الدنماركي ينس مارتن إريكسن أحد الأعمال الروائية التي يمكن وصفها برواية الديستوبيا.
ترجم الرواية إلى العربية المترجم والشاعر سليم العبدلي ،والذي يعد أول من قدم الشاعر أدونيس إلى اللغة الدانماركية، والذي يقول عن الرواية لا تتناول هذه الرواية تفاصيل الحرب أو أسبابها وظروفها، ولا تصور مشاهد دموية أو بطولات حربية، إنما تعرض موضوعة الحرب وذاتها وما هو تأثيرها على الذات الإنسانية التي تحمل في طياتها الخير والبراءة والمعرفة بالقيم الاجتماعية.
ينقل الكاتب الدنماركي ينس مارتن التجربة الشخصية لأحد المجندين في الميليشيا، وكيف تم تحويله إلى جلاد يقتل الأبرياء دون أي واعز أو أي سبب حقيقي، ويصف حالة الحرب وقرع طبولها وكيف لهما أن يغيرا من نفوس البشر المسالمين ويجعلهم أداة لما كينتها التي لها أن تحول وعلى غفلة الجار إلى غريب يمكن قتله وإزالته من الوجود، وتنفي أية عقوبة لمثل هذه الأفعال اللا إنسانية.
وتدور فكرة الرواية حول حرب البوسنة والهرسك في ظل تلك الحرب الأهلية، عام 1995، وراح ضحيتها ما يقرب من 6 آلاف شخص.
تناقش الرواية عبر بطلها فكرة اللعب،على وتر الدين وبرمجة العقول بأفكار لا إنسانية من خلال تمرير أفكار عقائدية مغلوطة، وكيف يتم تقديم الأديان والعقائد كمبرر للقتل عبر تلك الجماعات التي تسمى بالدينية على الجانبين "مسلمين ومسيحيين"
بطل الرواية يبحث عن هويته طول الوقت، ويحاول فهم النفس البشرية، ولكن يبقى الدين طول الوقت هو المحرك الأساسي للفهم لديه وهاجسه ومبرره الأوحد لكل أفعاله.
جدير بالإشارة أن كتابات ينس مارتن إريكسن تناولت الحرب الأهلية والصراعات الأثنية في يوغسلافيا، كتب العديد من المقالات والتقارير والكتب الوثائقية في تلك المساحة عن الحرب وجذور وتاريخ الكراهية منها "تشريح الكراهية"، و"سيناريو الخراب"، و"من عالم العقارب" وصدرت مؤخرا روايته "شتاء عند الفجر" عن دار ميريت للنشر والتوزيع، وترجمها إلى العربية المترجم سليم العبدلي.