خبير تونسي لـ«الدستور»: الإسلام السياسي انتهى في تونس وهو الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة
أوضح الدكتور إبراهيم جدلة أستاذ التاريخ الإسلامى مدير مخبر النخب والمعارف بجامعة منوبة (تونس)، أن بدايات تراجع حزب النهضة الإخواني تعود إلى آخر انتخابات عام 2019، حيث تقلص عدد مناصريه وعدد ناخبيه سواء في المجالس البلديّة أو في البرلمان.
وأضاف الخبير التونسي فى تصريحات لـ"الدستور"، أن قيادات النهضة أصبحوا أكثر تشبثا بالسلطة والغنيمة على حساب تطلعات الشعب ممّا خلق شرخا كبيرا بينهم وبين الشارع الذي لفظهم وأحيانا أصبح يكنّ لهم العداء.
وأشار جدلة إلى أن البعض من النهضاويين مثل "مجموعة المائة، أو سمير ديلو أو لطفي زيتون المستقيل"حاولوا إصلاح توجّهات النهضة الخاطئة والمعادية لمصلحة الشعب والوطن، لكن أصوات العقل فشلت أمام تعنت المتزمتين والمتشدّدين، مستدركا "وبصفة عامّة الجميع على دراية بأنّ ولاءهم للجماعة أقوى بكثير من ولائهم للوطن، إضافة إلى أخطائهم السياسيّة القاتلة، وميلهم إلى سياسة الولاءات التي حاولوا تكريسها في القضاء وفي العديد من الميادين الأخرى وهو ما أجّج الرأي العام ضدهم وسارع بعزلهم إثر حراك 25 يوليو".
وتابع جدلة: "كانت صدمة قيادات النهضة شديدة عندما توجهوا إلى البرلمان للمرابطة به أو حوله، وكانوا يعيشون على وهم سنة 2011، وينتظرون أن يلتحق بهم آلاف المناصرين، لكن لم يحضر هناك سوى بعض العشرات وهو ما أحبط عزائمهم نهائيّا وأعلنوا نهاية الاعتصام، ودخلوا في معارك داخليّة بين القيادات فمنهم من انسحب، ومنهم من طالب بمراجعة سياسات ومواقف النهضة ومنهم من حمّل الغنوشي رئيس الحركة المسؤوليّة الكاملة في ما وصلت إليه من تشرذم وضعف".
واختتم جدلة تصريحاته قائلا "كانت ممارسة السلطة قاتلة بالنسبة لحركة دعويّة تريد أن تصبح حركة سياسيّة، وكل العارفين بالأمور السياسيّة يؤكّدون أن الإسلام السياسي وبعد هذه التجربة المريعة انتهى في تونس وهو الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة".