قصة نجاح لعالم كبير.. رحلة «زويل» من الإبداع إلى الجوائز العالمية
كان يعتز بهويته المصرية، ونموذج مشرف لجميع المصريين بالخارج، ولقب بـ"أبو الكيمياء الفيمتو" هو العالم المصري الدكتور أحمد زويل، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.
«زويل» كان يعتبر رمزا وطنيا خدم وطنه بكل إخلاص، وكان قدوة للشباب، حيث مثل فوزه بجائزة نوبل حماس علماء مصر، وأعطى لهم الأمل في المستقبل.
ولد أحمد زويل لعائلة مصرية من مدينة دمنهور في العام 1946، وقد عاش في مدينته الأم لمدّة أربع سنوات إلى أن قرّر والداه الانتقال إلى مدينة كفر الشيخ، والتي عاش فيها طوال فترة تعليمه الأساسي، وفي العام 1967م حصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة الإسكندرية برتبة امتياز، وواصل سعيه حتى نال شهادة الماجستير في علم الضوء، بعد حصول العالم أحمد زويل على درجة البكالوريوس عام 1969م من جامعة الإسكندرية، وحصوله على درجة الدكتوراه في عام 1974م من جامعة بنسلفانيا.
التحق زويل بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وقد تم اختياره في عام 1990، ليُصبح أول أستاذ في كلية لينوس بولنج للفيزياء الكيميائية، كما عمل زويل في العديد من الجامعات الأخرى مثل جامعة تكساس إيه آند إم وجامعة أيوا والجامعة الأمريكية في القاهرة.
وساهم أحمد زويل في خدمة الطب والأبحاث العلمية بشكل عام، وذلك من خلال اختراعه لنظام متطور في التصوير من خلال استخدام الليزر، حيث يقوم مبدأ هذا النظام على مراقبة حركة الجزيئات في التفاعلات الكيميائية التي تقوم بها، كالانقسام أو الاندماج أو التكاثر بشكل عام.
وفي فترة زمنية قياسية تسمى (الفيمتو)، والتي يتم قياسها على أنها جزءٌ واحدٌ من مليون مليار جزءٍ في الثانية، وقد تمكن من الوصول إلى هذه النتيجة من خلال المايكروسكوب الذي قام باختراعه، تم الاستفادة من هذا المايكروسكوب بعملة تحليل الطيف الضوئي.
حاز العالم المصري على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، كما كان زويل قد حصل على جوائز أخرى متنوعة منها قلادة بريستلي، وجائزة بنجامين فرانكلين، وجائزة الملك فيصل العالمية، بالإضافة إلى جائزة وولف والعديد من الجوائز الأخرى.
تم تصنيف أحمد زويل من ضمن قائمة الشرف التي تضم علماء الليزر الأهم في أميركا، حيث احتل المرتبة التاسعة. أسهم بنشر 350 بحثاً علمياً في مجالات متعددة، كالكيمياء والفيزياء وغيرها، والتي تمّ نشرها في العديد من الصحف والمجلات العلمية المهمة. قام بتأليف العديد من الكتب العلمية المهمّة ونذكر منها: عصر العلم، والزمن، وأفكار غيرت الزمن، وحوار الحضارات وغيرها.
ويعد زويل أول عالم مصرى وعربى يفوز بهذه الجائزة الفريدة باختراع ميكروسكوب يصور أشعة الليزر فى زمن مقداره فيمتو ثانية ليدخل العالم كله فى زمن جديد لم تكن البشرية تتوقعه وتم اختياره ضمن المجلس الاستشارى للرئيس الأمريكى باراك أوباما للعلـوم والتكنولوجيـا الذي يضم 20 عالماً مرموقاً في العديد من المجالات العلمية.
وورد اسم زويل في قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، كما جاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أحد أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة (وتضم هذه القائمة أينشتين وجراهام بل).