جلاء الطيري: الجنوبيات تسبقهن سطوة القبيلة في كسر التابوهات
هل استطاعت الكاتبات الجنوبيات تحديدا تخطى النظرة الذكورية وسطوة القبيلة فى تناولهن للجنس؟ وهل الانفتاح والاطلاع على كتابات الغرب جعلهن أكثر انفتاحا وتسامحا فى فكرة الكتابة بإرياحية عن الجنس دون الخوف من اتهامات بالإدانة أو الخوف من إسقاط ما قد يقع عليهن.. هذا ما طرحته الدستور على كاتبات الجنوب من تساؤلات حول فكرة تعاطيهم فى الكتابة عن الجنس.
تقول الكاتبة الروائية جلاء الطيري: "الجنس الكلمة التى تمثل صدمة بمجرد النطق بحروفها فكثيرا ما تعجز المرأة فى التعبير عما يتعلق بتلك الكلمة هذا ما يخص المرأة العادية وهذا يطرح تساؤلا كيف عبرت الكاتبات عن فعل الجنس فى كتاباتهن هل كن أسيرات سلطة ذكورية ومجتمع يسقط كل كتاباتهن عليهن، هل يكتفين بقول ما قل ودل أم يسترسلن فى وصف تلك الحالة التى تمثل خطا فاصلا ما بين الطهارة والدناسة، ما بين الرغبة والأحجام ، رغم أن القرآن الكريم قد وصف فى سورة يوسف فعلا جنسيا كاملا ما بين رغبة وتدلل، وتذلل وامتناع وتمنع، ما بين رجولة تتوق للفعل، وخوف من عقاب قادم، القرآن لم يصف زليخة بالعاهرة، لم ينتقص منها، وصف حالة حب لامرأة عاشقة، ويعج التراث الإسلامى بوصف كامل وألفاظ صريحة لفعل الجنس، وعلى الرغم من ذلك تتراجع الكثير من الكاتبات عن وصف تلك الحالة وأحسبنى واحدة منهن.
وتتابع: "فقد عبرت عن ذلك بكلمات مواربة تُعبر ولا تُفصح، وذلك فى روايتى "ذكريات مفتعلة"، ربما ما زالت تُسيطر علىَ تربية قبلية وذكورية، ففى قريتى الكثير لا يعرف أننى كاتبة وروائية ، فهم يرون فى ذلك خروجا عن أطر سطرتها القبيلة عن الفتاة الجنوبية، مع الانفتاح على أديبات الغرب اللاتى تناولن فن الكتابة عن الجنس دون مواربة ، نهجت بعض الكاتبات العربيات ، ذلك النهج فنراهن يشخصن الجنس تشخيصا مباشرا ومكشوفا منتهكا كل التابوهات التى تتعلق بالجسد.
وقالت: "الكتابة عن الجسدى الأنثوى لم تعد خرساء تتحسس كلماتها بل هى صريحة صارخة وتظل القصيدة الصدمة للكاتبة الكردية باران ميلان "أنا قحبة" والتى تتحدث فيها عن سطوة ذكورية للرجل حيث أزالت حميمية الكتابة عن الجسد وعرضت كلماتها بشكل مباشر حتى فى عنوان القصيدة الذى يمثل وحده صدمة، الجنس حاضر عند الكاتبات العربيات، على سبيل المثال رواية المنكوح للكاتبة اللبنانية نسرين النقوزى قد يبدو العنوان فجا، ولكنه يُشير إلى كسر تابوه الاندساس وراء كلمات أكثراحتشاما فى رأى البعض، أما كاتبات الجنوب فصرن أكثر انفتاحا فى الكتابة منهن من كتب عن المثلية الجنسية بشكل صريح ، وفى الأخير تظل كتابة عن الجنس فعلا شخصيا لأي مبدع أو مبدعه يتناوله بالطريقة التي يحب فى كتاباته صريحا مكشوفا يعرى المسكوت عنه، أو مواربا متغطيا بوشاح من حرير يعُرض ولا يُصرُح".