كيف رد «المراغي» على الخديوي عباس حلمي عندما سأل عن إمام المسجد
كشفت موسوعة "من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر" عن موقف للشيخ محمد مصطفى المراغي، مع الخديوي عباس حلمي الثاني، في إحدى المساجد عند صلاة الجمعة.
حيث قال الشيخ أحمد ربيع في موسوعة" من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر" كان الشيخ المراغى معتزًا بالعلم وأهله، مقدرًا لمكانتهم، ويرفض المساس بهم، فأثناء عمله مفتشًا للدروس الدينية بنظارة الأوقاف، صحب الخديوي عباس حلمي الثاني لصلاة الجمعة بأحد المساجد، وكان الخطيب كفيفًا، وهو العلامة الشيخ يوسف الدجوي، المولود عام 1874، والذي توفي عام 1944، ورفض الخديوي أن يكون الخطيب والإمام أعمى، فأجابه الشيخ المراغي:" إن الإسلام لا يشترط أن يكون الإمام أعمى أو بصيرًا" فخرج الخديوي من المسجد غاضبًا.
ويشار إلى أن الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي، كان معروفًا بلَيِّن الجانب، جم التواضع، مُعتزًّا بكرامته كل الاعتزاز.
وهو من مواليد 1881، ورحل عن عالمنا عام 1945، وينتهي نسبه الشريف إلى الحسين بن علي و فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله وعليه وسلم، وقد نال الشيخ المراغي العَالِمية وهو في الرابعة والعشرين من عمره، وهي سِنٌّ مبكرة بالنِّسبة إلى علماء الأزهر.
وهو عالم أزهري وقاض شرعي مصري، وشغل منصب شيخ الأزهر في الفترة من 1928 حتى استقالته في 1930 ثم تولى المشيخة مرة أخرى عام 1935 وحتى وفاته في ليلة 14 رمضان 1364 هـ الموافق 22 أغسطس 1945.
ويذكر أن الإمام محمد مصطفى المراغي، كان يناضل في سبيل إصلاح مناهج الأزهر، وتحديد أهدافه بين تيارات متضاربة عنيفة من ملك مستبد، وأحزاب متناحرة، واحتلال أجنبي يفرض سلطانه، ولكنه على الرغم من هذا كله مضى في طريقه يقتحم العقبات ويخوض الشدائد، واضعًا استقالته في يده، يلوح بها أو يقدمها في الوقت المناسب.