«المونيتور»: مصر تعزز علاقتها مع السنغال للضغط على إثيوبيا بشأن سد النهضة

قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن مصر تتطلع إلى تعزيز علاقتها مع السنغال وكسبها في مفاوضاتها مع إثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة، والمقرر عقدها تحت رعاية الاتحاد الإفريقي الذي ستترأسه داكار العام المقبل.

تعزيز العلاقات مع السنغال

ولفت الموقع إلى أن السفيرة نهى خضر، سفيرة مصر لدى السنغال، كانت قد أكدت، خلال مقابلة مع صحيفة Le Soleil السنغالية، الأسبوع الماضي، دعم مصر لرئاسة السنغال المقبلة للاتحاد الإفريقي، والمقرر أن تبدأ اعتبارًا من يناير 2022.

وأشار إلى أن هذا الدعم المصري لرئاسة السنغال للاتحاد الإفريقي يأتي في الوقت الذي تستعد فيه القاهرة لاستئناف المُفاوضات حول الأزمة برعاية الاتحاد الإفريقي والتي قد تبدأ قريبًا لمناقشة سبل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين إثيوبيا ومصر والسودان بعد الانتهاء من الملء الثاني لسد النهضة. 

وشدد الموقع على أن السنغال تعد من الدول الإفريقية الهامة التي تحاول مصر حشدها دبلوماسيًا للضغط ضد إثيوبيا في أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري داكار في أبريل الماضي وبحثه مع الرئيس السنغالي ماكي سال الموقف المصري من الأزمة.

وأوضح أن التحركات المصرية الأخيرة تجاه السنغال قد دفعت "سال" إلى الإعلان في 10 يوليو أن بلاده ستترأس الدورة المقبلة للاتحاد الإفريقي في فبراير وستجعلها أولوية قصوى لإيجاد حل جذري لأزمة سد النهضة للحفاظ على الحقوق التاريخية للاتحاد الإفريقي والشعب المصري.

ونوه إلى أن السودان تسير هي الأخرى على خطى مصر للاستفادة من رئاسة السنغال للاتحاد الإفريقي العام المقبل، حيث دعت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، خلال زيارتها إلى داكار في مايو الماضي، الرئيس السنغالي للضغط على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن سد النهضة.

وفي هذا السياق ، قال نادر نورالدين، أستاذ الموارد المائية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة ، لـ "المونيتور": إن مصر تدرك تمامًا مدى قوة وتأثير السنغال في إفريقيا وجميع المنظمات الأفريقية. مشيرًا إلى أن "مصر والسنغال تربطهما علاقات وثيقة والأزهر يلعب دورًا مؤثرًا في السنغال ويدعمها في محاربة التطرف والإرهاب".

وأضاف أن "الاتحاد الإفريقي الذي تترأسه جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليًا، لعب دورًا ضعيفًا في إدارة مفاوضات سد النهضة خلال العام الجاري، لذا تحاول مصر إيصال موقفها ومطالبها إلى السنغال قبل بدء رئاستها الاتحاد الإفريقي".

وأوضح أنه "من الواضح أن المفاوضات ستستأنف مرة أخرى تحت رعاية الاتحاد الإفريقي قبل الملء الثالث للسد، وهو مطلب أعربت عنه العديد من الدول في جلسة لمجلس الأمن بشأن الأزمة، لذلك من الضروري التحضير لتلك المفاوضات والسعي إلى التقارب مع اللاعبين المؤثرين، وأبرزهم السنغال، التي ستترأس الاتحاد الإفريقي الراعي الحالي لمفاوضات سد النهضة ".

التعاون الاقتصادي بين مصر والسنغال

وذكر الموقع أن مصر تسعى إلى تعزيز حضورها الاقتصادي في السنغال، حيث أعلنت وزارة الصناعة المصرية السبت الماضي عن تنظيم المزيد من المعارض الدورية للمنتجات المصرية في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.

كما وقعت مصر والسنغال في 9 يوليو بروتوكولًا لإنشاء مجلس الأعمال المصري السنغالي المشترك، والذي يهدف إلى مضاعفة حجم التجارة بين البلدين - الذي بلغ 67.6 مليون دولار في عام 2020 - إلى أكثر من 200 مليون دولار خلال الفترة المقبلة، ثلاث سنوات.

ونقل الموقع عن أميناتا أسوم دياتا، وزيرة التجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة السنغالية، خلال مراسم التوقيع، قولها إن بلادها حريصة على دفع العلاقات الاقتصادية مع مصر وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجالات التجارة الخارجية والشركات الصغيرة والمتوسطة.

ونوه الموقع أن وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع زارت السنغال في 7 يوليو الجاري على رأس وفد تجاري مصري كبير ضم كبرى الشركات المصرية، وأعلنت السنغال بعدها  عن استعدادها لدراسة إنشاء خطوط ملاحية مباشرة مع مصر وإلغاء تأشيرات الدخول للمستثمرين. كما صرحت وزارة التجارة السنغالية يوم 8 يوليو بأن مصر تحتل المرتبة الرابعة في الدول المصدرة للسوق السنغالية.

وتابع "تسعى مصر أيضًا للتقارب من السنغال من خلال الاستثمارات، في مجال مشاريع المياه والصرف الصحي، حيث ناقشت خضر في ديسمبر من العام الماضي خلال اجتماعها مع وزير المياه والصرف الصحي السنغالي سيرين مباي ثيام، سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، وتطرق المسئولان إلى فرص الاستثمار المتاحة لرجال الأعمال المصريين في مجال مشروعات المياه".

وفي مجال الطيران، بحث وزير الطيران المدني المصري محمد منار عنبة خلال اجتماع سبتمبر 2020 مع إيلي سي بيي، سفير السنغال في مصر، إمكانية تشغيل رحلة مباشرة بين القاهرة وداكار ، كما أعرب عنبة عن استعداد بلاده لتقديم الخبرات المصرية للسنغال في مجالات التدريب والصيانة وإدارة المطارات والبنية التحتية.

مصر تستعيد دورها في إفريقيا

وفي سياق متصل، قال وزير الموارد المائية والري السابق محمد نصر علام لـ "المونيتور": "في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تنتهج مصر استراتيجية لاستعادة دورها في إفريقيا، وخاصة السنغال".

وأضاف علام أن السنغال قد تلعب دورًا مؤثرًا في أزمة سد النهضة خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي بالتعاون مع قوى إقليمية ودولية وعربية مثل الصين والولايات المتحدة.

وفي أبريل 2019، زار السيسي السنغال في أول زيارة من نوعها لرئيس مصري منذ 12 عامًا، والتقى السيسي بنظيره السنغالي واتفقا على ضرورة تعزيز التعاون المشترك على المستويات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.