تقرير إيطالي: النظام الإثيوبي يفضل تدمير البلاد عن «السلام مع تيجراي»
قالت صحيفة "فوكس أون أفريكا" الإيطالية، إن النظام الإثيوبي "يفضل تدمير البلاد والسير على جبل من الجثث" حتى ينتصر على قوات منطقة تيجراى، شمالي البلاد، عن أنه يستجيب لمبادرات السلام ويوافق على التفاوض من أجل حل الصراع، مشيرة إلى أن هناك مخاطر كبيرة من أن تشهد البلاد حرب عرقية طويلة المدى بسبب إصرار قادتها على استخدام القوة والعنف.
وأوضحت الصحيفة، المتخصصة في الشأن الأفريقي، أن سبب رفض الجيش الإثيوبي لمحادثات السلام مع "جبهة تحرير تيجراي" هو أن ذلك يعني الاعتراف بها ككيان حكومي وهو أمر مستحيل بالنسبة له، بحسب الصحيفة، حتى لو كلفة ذلك تدمير البلاد والدخول في صراعات طويلة يدفع ثمنها الآلاف من المواطنين واللاجئين.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المساعدات الإنسانية لا يزال محظور دخولها إلى تيجراي، ونقلت عن المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي قوله "إن الإمدادات الغذائية ستنفد في الإقليم المحاصر في غضون الأيام الأربعة المقبلة إذا لم يتم قبول المزيد من القوافل على الفور".
وأضافت أن هذه المأساة تسبب فيها الحصار الذي فرضته القوات الفيدرالية الحكومية على 170 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية لبرنامج الأغذية العالمي، لافتة إلى أن النائب الأمريكي جيروجوري ميكس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، دعا الحكومة الإثيوبية إلى وقف هذه المقاطعة على الفور والسماح بمرور شاحنات المساعدات.
وذكرت أن التقارير المقلقة عن العنف تتزايد يوما عن يوم، حتى أن آلاف اللاجئين الإريتريين يشهدون أيضًا زيادة في أعمال العنف نتيجة للحرب التي شنها النظام على تيجراي بمساعدة الجيش الإريتري، مضيفة أن المرحلة الأولى من تلك الحرب شهدت مهاجمة الحقول وخطف وقتل بعض السكان وسرقة طعامهم وبضائعهم، فضلا عن مهاجمة الجنود الإريتريون والإثيوبيون مخيمات اللاجئين وتدميرها.
ونوهت إلى أن الحكومة الإثيوبية تتهم قوات تحرير تيجراي بشن هجمات عسكرية ضد اللاجئين الإريتريين في الإقليم، فيما رفضت حكومة تيجراي هذه الاتهامات ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة، مؤكدة أن شعب وحكومة اقليم تيجراي استضاف لأكثر من عقدين من الزمن اللاجئين الإريتريين ولا يزالون موضع ترحيب.
وكشفت الصحيفة عن أن الإريتريون نظموا، أمس، 29 يوليو، مظاهرة أمام مكاتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أديس أبابا لمطالبة الأمم المتحدة بالتحرك الفوري لحماية اللاجئين الإريتريين في مخيمي ماي عيني وآدي هاروش من خلال إجلائهم، كما طالبوا بتمديد حماية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومساعدتها الإنسانية لتشمل الإريتريين الموجودين حاليًا في أديس أبابا ومخيمات أخرى في البلاد.
وتابعت: "لم يتضح ما إذا كانت هذه التظاهرة السلمية عفوية أم منظمة من قبل الحكومة الفيدرالية كسلاح دعائي وشكل من أشكال الضغط على الأمم المتحدة، وتجدر الإشارة إلى أن جميع الإريتريين الذين يتمتعون بوضع اللاجئين المقيمين في العاصمة وفي مناطق أخرى من البلاد يتمتعون دائمًا بالمساعدة التي تقدمها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تستمر حتى اليوم".