«القادمون من الخلف».. كيف ساعد الجوهرى حسام حسن فى كأس الأمم الأفريقية؟
مع صافرة بداية المباراة الأولى فى أمم أفريقيا ببوركينا فاسو، ظن البعض أن محمود الجوهرى سيهاجم بحسام حسن وحيدًا، وسيمنح أدوارًا دفاعية للاعبى منتصف الملعب وظهيرى الجانبين، لكن حدثت المفاجأة ولعب الفريق بطريقة مختلفة، وابتسمت الكرة لحسام حسن الذى سجل هدفين فى الدقيقتين ١٤ و٤٤ من المباراة، وفقًا للطريقة التى لم يكن يفهمها أحد آنذاك سوى «الجنرال».
واعتمد محمود الجوهرى فى خطته على «تكنيك» مختلف، مع منح الأدوار الهجومية للقادمين من الخلف، وفق تحركات لم تعتد عليها المنتخبات المنافسة، وكان الثنائى حازم إمام وعبدالستار صبرى، ومعهما حسام حسن، من أبطال المشهد فى كل هجمة، بالإضافة إلى الثنائى ياسر رضوان وياسر ريان.
وفى كتابه «الجنرال»، يصف الكاتب عمر البانوبى في كتابه «الجنرال»، الصادر عن دار «وطن» للنشر والتوزيع، تشكيل الجوهرى فى نهائى كأس الأمم الأفريقية عام ١٩٩٨ بأنه التشكيل الذى أعاد صياغة اللعبة من جديد فى أفريقيا والعالم كله، قائلًا: «يكفى أن تعرف أن مشاركة هانى رمزى فى منتصف الملعب لفتت أنظار المدرب الألمانى المخضرم أوتو ريهاجل، الذى بادر بضمه إلى كايزر سلاوتيرن، بطل الدورى الألمانى آنذاك».
ويحكى حازم إمام، نجم منتخب ١٩٩٨، عن الجوهرى بعد تلك البطولة قائلًا: «كان يملك أفكارًا مختلفة، ولديه شغف بكرة القدم بشكل غير محدود، ومفاجأة كأس الأمم الأفريقية ١٩٩٨ أصبحت الطريقة التى يعتمد عليها أكبر مدربى العالم فى مختلف الأندية الأوروبية فى الوقت الحالى».
«يعنى إيه أفكر؟ اللى كابتن جوهرى يقوله هو الصح»، بهذا رد حسام حسن على سؤال الصحفى الرياضى عمر البانوبى حين سأله عن تكنيك الجنرال فى كأس الأمم الأفريقية ١٩٩٨، وهل فكر فى أن الطريقة التى اعتمد عليها المنتخب خلال البطولة قد تؤثر عليه سلبًا وسط الانتقادات العنيفة، ولكن لم يكن أحد يجرؤ على الهجوم على الجوهري أو انتقاده، فقد صعد إلى كأس العالم بعد انقطاع مصري عن البطولة الأهم عالميًا، وفاز بكؤوس أفريقية، وأصبح مدربًا فريدًا في تاريخ مصر من بين عدة مدربين تولوا المسؤولية، ظل هو الأنجح.. فلم يكن فقط منتصرًا، إنما صاحب طريقة فريدة في التدريب وإدارة اللاعبين واللعب.