كيف رد الشيخ شلتوت على ادعاء نسب الملك فاروق إلى «آل البيت»؟
كشفت موسوعة "المسكوت عنه من مقالات تجديد الخطاب الديني" للمؤلف الدكتور عبد الباسط عبد الصمد، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، عن رد الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله، عندما قام مجموعة من العاملين بالقصر الملكي بترويج نسب الملك فاروق لآل البيت.
من جهته، قال الدكتور عبد الباسط، وفقا لما جاء في الموسوعة: “عندما قيل للشيخ شلتوت من جانب مجموعة من العلماء والأصدقاء كيف تسكت على الكذبة التي روجها أتباع القصر الملكي عن نسبة الملك فاروق إلى آل البيت عن طريق أمه نازلى هانم التي ثبت فيما بعد أنها من سلالة فرنسية لجدها لوالدتها، فرد الشيخ شلتوت”، قائًلا:" إن للدين ربًا يحميه من الإفك والأفاكين، وقد رأينا في التاريخ حكامًا ادعوا الألوهية، فذهبت ريحهم" وكأنما كان الشيخ يقرأ سطور الغيب، فلم يطل العهد بالملك فاروق بعدها".
وعاش الشيخ محمود شلتوت باعثًا على التفكير يحث من اتفق أو اختلف معه على إعمال العقل، داعيًا إلى إصلاح لا يهدم كل الموروث بل يعيد النظر فيه لإحياء النافع والتخلص من غيره مما أثقل ظهر هذه الأمة، وكان شعاره إلى ذلك قوله:" لا تقليد ولكن تفكير وتجديد"، وانطلق في اجتهاده من فهم القرآن الكريم، وفهم الواقع معًا، حيث قدم الإسلام بوصفه دين الفطرة متسقا مع الإنسانية بعيدًا عن العصية المذهبية.
يذكر أن الشيخ محمود شلتوت، ولد عام 1893م، في محافظة البحرية، ورحل عن عالمنا عام 1963م)، وهو عالم إسلامي مصري، وشيخ الجامع الأزهر، في الفترة من 1958 حتى 1963م، نال إجازة العالمية سنة 1918م، وعين مدرساً بالمعاهد ثمّ بالقسم العالي ثمّ مدرساً بأقسام التخصص، ثمّ وكيلاً لكلية الشريعة، ثمّ عضواً في جماعة كبار العلماء، ثمّ شيخاً للأزهر سنة 1958م، وكان عضواً بمجمع اللغة العربية سنة 1946م، وكان أول حامل للقب الإمام الأكبر.