الكاتب محمد حسام الدين يرصد «الصحافة والصحفيين» في كتابات نجيب محفوظ الروائية
يقدم كتاب «الصحفي في أدب نجيب محفوظ»، والصادر عن دار «العربي» للنشر والتوزيع، للكاتب الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، بانوراما كاملة لصورالصحافة والصحفيين، والتي يصفها بـ«أنها أقرب للواقعية وأعمق بكثير مما تقمه معظم الدراسات الأكاديمية الإعلامية»، لأن الأدب نوع كتابي لديه من الحرية أكبر من هذه الدراسات بما لا يقارن.
يرصد الكتاب على مدار 240 صفحة من القطع المتوسط أهمية دور الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها أباء نوبل، ومدى وقع تأثيرها على ثقافته ومن ثم تحديد اختياراته في الحياة ورؤيته للعالم، والتي تنعكس تحديدا على أولويات ما يناقشه حين تعرضه للصحافة والصحفيين.
كما يرصد المحددات النفسية والاجتماعية التي يبرزها لنماذجهم التي ما زالت حية بيينا حتى الآن.
ويشير الكاتب عبر مقدمته إلى ما تلعبه العوامل الاجتماعية من دور بالغ في إنتاج الأدب وبلورة الرؤى والمسارات.
ويلفت الكاتب إلى أنه لا يمكن فصل صورة الصحفي عن الخطاب الأدبي، وطبيعته التي تبحث عن الجوهر، ولا عن طبيعة المجتمع الذي أنتج هذا الصحفي.
ويذهب المؤلف إلى أن النماذج الصحفية في أدب نجيب محفوظ لا تخبرنا فقط عن خواص زمنية بالمهنة وقت كتابة الرواية أو القصة بل تتجاوز ذلك إلى الثابت عبر الزمن، ألا وهي الثقافة "بالمعنى الذي تقصده دراسات التحليل الثقافي"، وهو ما جعل نقاد وباحثي أدب نجيب محفوظ يرون مثلا أن بعض نماذج رواية المرايا، والتي نشرت عام 1971 لتعبر عن شخصيات شغلت حيزا كبيرا من القرن العشرين، تعيش بيننا حتى الآن رغم رحيل من كتب عنهم الروائي، ثم رحيله، ومرور نصف قرن على كتابة الرواية، لأن هذه العناصر الثقافية شبه الثابتة التي رصدها نجيب محفوظ بعبقريته وموهبته، وهذه هي خصوصية الخطاب الأدبي الراقي.
ويرى الكاتب أن نماذج شخصية الصحفي التي أبدعها نجيب محفوظ لاسيما بعد "أولاد حارتنا" ما زالت حية بيننا ومؤثرة في صنع حاضرنا ومستقبلنا.
ونوه المؤلف إلى أن صفات مهنة الإعلام والصحافة جعلت لها مثل هذه الأهمية أدب نجيب محفوظ منها أنها مهنة ظاهرة للرأي العام ومؤثره فيه للغاية.