الإعلام الدولي: إخوان تونس سبب الفشل الاقتصادي
اتجهت أنظار الصحف العالمية إلى تونس بعد جملة القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، ليل الأحد-الإثنين، والتي تمثلت في تجميد عمل كل سلطات مجلس النواب برئاسة رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، وذلك استجابة للموجة المتصاعدة من الاحتجاجات التي شهدتها أغلب المحافظات في البلاد خلال الفترة الأخيرة، احتجاجًا على تري الأوضاع الاقتصادية والسياسية والصحية والاجتماعية، وللمطالبة بعزل "إخوان" تونس بعد شعور الشعب بالاحباط إزاء أداء حكومة النهضة والمشيشي، فضلًا عن محاولات الحركة الإخوانية نشر العنف والإرهاب من أجل السيطرة على الحكم والانفراد بالسلطة.
- سي إن إن: "النهضة" الاخوانية سبب الفشل والبطالة والاضطرابات السياسية
سلطت شبكة سي إن إن الأمريكية الضوء على قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد وتجميده عمل البرلمان، الذي يرأسه رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، وإقالته حكومة هشام المشيشي، معتبرة أن تلك القرارات "تأتي نتيجة لسنوات من الشلل والفساد وتراجع خدمات الدولة والبطالة المتزايدة والاضطرابات السياسية" التي تسببت فيها حركة النهضة، وزادت سوءًا بعد أن ضرب وباء فيروس كورونا اقتصاد البلاد العام الماضي وارتفعت معدلات الإصابة به هذا الصيف بشكل غير مسبوق.
ولفتت الشبكة إلى البيان الذي بثته وسائل إعلام رسمية في تونس، والذي حذر فيه "سعيد" من مغبة الرد على قراراته بالعنف ونقلت عنه قوله: "أحذر كل من يفكر في اللجوء للسلاح، ومن يطلق رصاصة ستجابهه قواتنا المسلحة بوابل من الرصاص"، مضيفًا أن رئيس الجمهورية تولى السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة ويعيّنه رئيس الجمهورية.
وذكرت أنه بعد ساعات من البيان انطلقت الناس إلى شوارع العاصمة تونس تعبيرا عن الفرحة بقرارات الرئيس التونسي، حيث تدفقت الحشود المبتهجة واحتفلت وأطلقت أبواق السيارات، وطوقت عربات عسكرية مبنى البرلمان بينما تجمع الناس في مكان قريب، وهتفوا وغنوا ورددوا النشيد الوطني بينما كانت المركبات تظهر خارج المبنى.
وأضافت "بقيت حشود يصل عددها إلى عشرات الآلاف في شوارع العاصمة ومدن أخرى ، حيث أطلق بعض الناس الألعاب النارية وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة".
ونقلت الشبكة الأمريكية عن لمياء فتحي، أحدى الذين خرجوا للشوارع للتعبير عن ابتهاجهم بقرارات الرئيس واستجابته للتحركات الشعبية ضد حركة النهضة الإخوانية، قولها "لقد ارتحنا منهم"، وأضافت "هذه أسعد لحظة في حياتي منذ ثورة 2011".
- "فرانس برس": الرأي العام التونسي يشعر بالغضب من حكومة النهضة
فيما أشادت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" بقرار الرئيس التونسي بتجميد كل أعمال مجلس النواب وحل حكومة هشام المشيشي، مشيرًا إلى أن القرار استند إلى الفصل 80 من دستور البلاد الذي يخول للرئيس اتخاذ تدابير استثنائية حال وجود خطر داهم.
ولفتت إلى أن الرئيس التونسي استجاب لدعوات طالبت بحل البرلمان برئاسة رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، وأكد على أن البلاد تمر بـ "أخطر اللحظات وأدقها" ولا مجال لترك أي أحد يعبث بالدولة وبالأوراق والأموال والتصرف في تونس كأنها ملكه الخاص.
وذكرت أن تونس تواجه أزمة صحية غير مسبوقة بسبب تفشي فيروس كورونا وصراعات على السلطة، مشيرًا إلى أن بعد أن أعلن الرئيس التونسي عن قرارته بحل "النهضة" الإخوانية، نزل الشعب إلى شوارع البلاد للتعبير عن ابتهاجه بقرارات الرئيس.
وأضافت "سمعت أصوات أبواق السيارات في الشوارع للاحتفال بقرارات الرئيس التي أتت إثر احتجاجات في كثير من المدن في أنحاء البلاد الأحد على الرغم من انتشار الشرطة بشكل كثيف للحد من التنقلات".
وتابعت "يشعر الرأي العام التونسي بالغضب من الخلافات بين الأحزاب في البرلمان، ومن الصراع بين رئيس البرلمان راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة، وبين الرئيس سعيد، وهو أمر أدى إلى حال من الشلل، لا سيما بعد أن تظاهر آلاف التونسيين ضد حركة النهضة ذو الخلفية الإسلامية (المحسوبة على جماعات الإسلام السياسي)".
وأوضحت أن المتظاهرون احتجوا على عدم إدارة حكومة "النهضة" الأزمة الصحية بشكل جيد، خصوصاً أن تونس تعاني نقصًا في إمدادات الأكسجين، مضيفة " مع نحو 18 ألف وفاة لعدد سكّان يبلغ 12 مليون نسمة، فإنّ البلاد لديها أحد أسوأ معدلات الوفيات في العالم."
- دويتشه فيليه: حكومة النهضة الإخوانية فشلت في معالجة الأزمة الاقتصادية
من جانبها، اعتبرت شبكة "دويتشه فيليه" الألمانية، أن حكومة النهضة الإخوانية فشلت في معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في تونس أضعف ثقة الشعب في النظام السياسي، وهو ما دفع التونسيون بتنظيم احتجاجات شعبية جابت العاصمة التونسية وشملت جميع المحافظات التونسية للمطالبة بإسقاط تلك المنظومة الحاكمة.
وذكرت أن قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد عمل البرلمان الذي تمثل أغلبه حركة النهضة وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، جاءت بعد يوم من الاحتجاجات العارمة ضد حركة النهضة الإخوانية، أكبر حزب في البرلمان، بسبب مسئوليتها عن زيادة الإصابات بفيروس كورونا، إلى جانب تزايد الغضب من الخلل السياسي المزمن والمشكلات الاقتصادية.
وأضافت أن الرئيس التونسي قيس سعيد، السياسي المستقل الذي تولى السلطة في 2019، استند في اجراءاته على المادة 80 من الدستور ووصفها بأنها رد شعبي على الشلل الاقتصادي والسياسي الذي تعاني منه تونس منذ سنوات.
وتابعت "أعلن سعيد في وقت سابق نفسه القائد الأعلى لقوات الجيش والأمن معا اعتمادا على تأويله للدستور"، ونقلت عنه كلمته: "نحن نمر بأدق اللحظات في تاريخ تونس بل بأخطر اللحظات لا مجال لأن نترك لأحد أن يعبث بالدولة ومقدراتها ويعبث بالأرواح والأموال".
وأوضحت ان الرئيس سعيد قال أنه سيتولى رئاسة النيابة العمومية لتحريك قضايا ضد نواب مطلوبين للعدالة، مشيرا إلى أن خطوته "ليست تعليقا للدستور أو خروجا عن الشرعية".
ونظم التونسيون، احتجاجات الأحد تطالب بحل البرلمان وإزاحة الإخوان من الحكم ووصلت الاحتجاجات لحرق مقرات النهضة احتجاجا على عشر سنوات عجاف من حكمها. وأشاروا إلى أن هناك عدة أسباب أدت لتأجيج الوضع السياسي في البلاد، خاصة ما يتعلق برفض الأحزاب لتواجد حركة النهضة، على رأس البرلمان، بعد أن ثبت بالأدلة القاطعة أنها تعمل لصالح ولاءات خارجية، تتعلق بأجندات إخوانية وليست وطنية.