في ذكرى رحيله.. طه حسين لـ توفيق الحكيم: «أنت كاتب نابه ونابغة»
يعد الكاتب الكبير توفيق الحكيم، الذي تحل اليوم ذكرى رحليه الـ 34، رائدًا للكتابة المسرحية في مصر والعالم العربي، ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي إنتاجاته الفنية، بين اعتباره نجاحاً عظيماً تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى، الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب توفيق الحكيم وفكره على أجيال متعاقبة من الأدباء، وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثاً هاماً في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بدايةً لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني.
بدأ توفيق الحكيم انتاجه الأدبي في تلاتينات القرن العشرين، بمسرحيات اجتماعيه، ونشر إبداعاته "أهل الكهف " و"عودة الروح" سنة 1933، و"شهر زاد" (1934)، و"يوميات نائب في الأرياف" (1937)، و"عصفور من الشرق" (1938)، و"الطعام لكل فم" و"يا طالع الشجرة".
ولا يخفى على أحد تأثر بالثقافة الأوروبية والمصرية، إلى جانب ذلك فان كثيراً من أعماله كانت من وحي التراث المصري بعصورة المختلفة والتطورات الاجتماعية والسياسية في مصر من أيام ثورة 1919.
ويكشف كتاب "أيام العمر رسائل خاصة بين طه حسين وتوفيق الحكيم للكاتب والباحث إبراهيم عبد العزيز" ما ذهب إليه طه حسين في وصف الحكيم حيث يصفه بأنه "مصنوع متكلف، متعمل، بعيد كل البعد عن الحياة الطبيعية المألوفة، والناس سعرفون منك صورة ليس بينها وبين شخصك الحقيقي صلة من قريب أو من بعيد".
وووثق إبراهيم عبد العزيز، ما قاله «طه حسين» في استقبال «توفيق الحكيم» في مجمع اللغة العربية عام 1954: «لأول مرة يظهر بيننا كاتب يحاول أن ينشيء فن التمثيل باللغة العربية، لا يترجم ولا يقلد فيه، ولا يكلف فيه ما كان يتكلف الكتاب الذين يحاولونه أن ينتجوا في التمثيل، وإنما يقبل عليه كأنه خلق منذ خلق، ويتصرف فيه كإنما خلق ليتصوف فيه، وليكون كاتبا ممثلا لا يظهر التكلف في حرف من حروف هذه القصة، وإنما هي تأتي يسيرة سهلة كإنما أوحيت إليك أو كإنما ألهمتها إلهاما، وكإنما أرغمت على أن تكتب فكتبت، وكانت أداة تتلقى وتنتج وتؤدي ما تتلقى فتحسن الأداء».
وتابع طه حسين حديثه إلى الحكيم: «أنت كاتب نابه، بل أنت كاتب نابغة ما في ذلك شك، قد اجتمع الناس على أكبار فنك، واجتمع على أكبار فنك النقاد منهم وغير والنقاد، واجتمع على أكبار فنك الذين يلتمسون الظهر في الساعة الرابعة عشرة من النقاد مثلي».