في ذكرى وفاته.. لماذا حضرت هولندا وغابت الكويت في سيرة عبدالرحمن بدوي؟
في مثل هذا اليوم، الخامس والعشرين من يوليو عام 2002، رحل الدكتور عبد الرحمن بدوي عن عالمنا، وقد عدنا في «الدستور» إلى سيرته وما كتبه البعض تعليقا عليها، فقد أقام بدوي مثلا في هولندا بضعة أسابيع عرف خلالها بعض حسناواتها، إذ يقول: «آآه.. ما أجمل الأيام التى قضيتها في هولندا، ممتع الحس والعقل والعواطف، لكن ميزة هذه الأيام هى أنها عابرة، ولو استمرت أو طالت لأملت واضجرت.. ناهيك بها إذا ارتبطت بالتزام.. هنالك تصبح عذابا لا يطاق».
أما الغريب أن سيرة الرجل لم تتطرق لفترة وجوده في الكويت وهو ما ما التقطته عليه الكاتب الصحفي سليمان جودة في جريدة الوفد بعددها الصادر بتاريخ 18 مايو 2000، إذ يقول «أنني أرى فيها (يقصد سيرة بدوي) ثغرات ليته يملؤها إذا أعاد طبع الكتاب، منها أنه لم يكتب حرفا عن فترة وجوده في الكويت، رغم أنها بالكم والكيف أكبر من الفترة التى قضاها في إيران، وقد أفرد للحديث عن الأخيرة أكثر من 150 صفحة.. فلماذا كانت الأولى غائبة تماما، والثانية حاضرة بأكثر من اللازم؟! أنه سؤال حائر!».
ولا يزال السؤال حائرا، فلم يجيبه الدكتور عبد الرحمن بدوي في سيرته ولا حتى في أحد حوارته الصحفية أو التليفزيونية ولا حتى أجابه سليمان جودة وهو الذي طرحه!
يذكر أن الدكتور عبد الرحمن بدوي المولود في 4 فبراير 1917، أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشده تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني «مارتن هايدجر».