فى الذكرى الـ69.. كيف نجح مجلس قيادة ثورة 23 يوليو فى تحرير البلاد؟
في يوم 23 يوليو عام 1952، تغير مسار البلاد بشكل كامل، حيث استطاع تنظيم الضباط الأحرار تحويل النظام السياسي في مصر إلى مسار جديد من نوعه، ليكون ذلك اليوم هو الذكرى التي لم ولن تمحى من أذهان المصريين إلى الأبد.
يحل اليوم، الذكرى الـ69 لثورة 23 يوليو، واختارت فيه "الدستور" أن تسرد قصة الحدث من بدايته، بعد أن عاشت مصر في أوائل الأربعينيات والخمسينيات ظروفًا اجتماعية واقتصادية مهدت الطريق لثورة يوليو.
تزامنت تلك الأحداث مع حرب فلسطين عام ١٩٤٨، التي كان لها دور كبير في حدوث حراك سياسي داخل صفوف الجيش المصري، عُرف باسم تنظيم الضباط الأحرار.
القصة بدأت حين تلقى جمال عبد الناصر خبرًا يفيد بالقبض على 13 من الضباط المنتمين للتنظيم، والاتجاه لتعيين حسين سري وزيرا للحربية، فاجتمع مجلس قيادة حركة الجيش لإقرار الخطة التي وضعها زكريا محي الدين بتكليف من جمال عبد الناصر ومعاونه عبدالحكيم عامر، حيث تقوم الكتيبة 13 بقيادة أحمد شوقي المكلف بالسيطرة على قيادة القوات المسلحة في سرية كاملة.
وقرروا حينها أن تكون ساعة الصفر- الساعة الواحدة- ليلة الأربعاء 23 يوليو 1952، واتفق الضباط أيضًا على أن يكون مركز نشوب الثورة في منطقة ثكنات الجيش من نهاية شارع العباسية إلى مصر الجديدة واتفقوا على الترتيبات الأخيرة.
لكن خطأ واحد كان سببًا في نجاح الثورة، وهو إبلاغ يوسف صديق قائد ثان الكتيبة 13 بساعة الصفر، حين تحرك صديق بقواته في الساعة الحادية عشرة، واستطاع السيطرة على مجلس قيادة القوات المسلحة في كوبري القبة، واعتقال كل من قابلهم في الطريق من رتبة قائم مقام فيما فوق كما كانت تقضي الخطة ومراكز القيادة بالعباسية والاستيلاء على مبنى الإذاعة والمرافق الحيوية بالقاهرة واعتقال الوزراء.
وبعد ثلاثة أيام من اندلاع الثورة، قرر التنظيم عزل الملك فاروق، وشكل مجلس وصاية على العرش، ولكن إدارة الأمور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطًا برئاسة محمد نجيب، كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.
كان محمد نجيب، هو قائد الحركة، وتم اختياره كواجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش، وكان أيضًا سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للتنظيم، ليصبح بعد ذلك أول رئيس جمهورية في مصر.
ثم تولى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حكم البلاد، ليبدأ في تنفيذ مبادئ ثورة ٢٣ يوليو، التي نصت بالقضاء على الإقطاع والاستعمار، والقضاء أيضًا على سيطرة رأس المال في البلاد، وتأسيس جيش وطني قوي، وإقامة حياة اجتماعية وديمقراطية سليمة.
واستطاعت ثورة ٢٣ يوليو تحقيق إنجازات عدة في البلاد، كان أبرزها تأميم قناة السويس، وإجبار الملك على التنازل عن العرش، ورحيله عن مصر إلى إيطاليا، وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد ٧٤ عاما من الاحتلال، وأيضًا بناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين.
أما من جانب التعليم، فقد قُررت مجانية التعليم العام وأضافت مجانية التعليم العالي، وإنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية، وكذلك تأسيس ١٠ جامعات في جميع أنحاء البلاد بدلًا من ثلاثة فقط.