«فاكهة وورد وأشجار زينة».. «أحمد» يحوّل سطح منزله لمدينة خضراء
كما نشاهد في الأغلب أنَّ أسطُح البنايات ما هي إلاّ مساحات فارغة وقد تكون أماكن لحفظ "الكراكيب" وما شابه ذلك، إلاّ أنَّ هناك من يقوم بزراعة تلك الأسطُح ويحولها من مساحات مُهملة للوحات فنيّة مملوءة بالأزهار والأشجار، وهذا ما نفذه أحمد يُسري، البالغ من العُمر 22 عامًا، والذي قام بتحويل سطح منزله إلى زهور واستطاع أن يجعل من الخراب، لوحات فنية طبيعية، وأن يحول المساحات «الأسمنتية» على سطح منزله إلى حدائق نباتية.
فشل في المرة الأولى ونجح في الثانية
بدأ الشاب العشريني، تجربة زراعة الزهور فوق سطح منزله منذُ ما يقرب من سنتين، ولكنَّه فشل في أولى تجاربه مع زراعة الأشجار فوق طبقة أسمنتية، إلاَّ أنَّ الإصرار وجانب من حبّه للزراعة، جعلته يحاول مرة ثانية وكانت هي البداية السعيدة بالنسبة له.
رأى أحمد يسرى، سطح منزله وهو فارغ تمامًا؛ فقد ضوء الشمس يؤانسه، فأتت له الفكرة بتعمير ذلك السطح من خلال زراعته للأشجار والأزهار المختلفة، وتحويله إلى كيان من اللون الأخضر، حسب ما وصف: "لمَّا لقيت السطح فاضي.. فكرت أزرعه بالنباتات وأعيش وسط الخُضرة".
في البداية قام الشاب بزراعة أشياء بسيطة لكونه مبتدأ، ولكن فشلت زراعته لأنّه لم يكن يعرف الطُرق الصحيحة في تروية تلك الزراعة، إلى جانب التسميد وطُرق العناية؛ فكان يجهلها تمامًا، وذلك ما أدى إلى موت نباتاته الصغيرة.
هنا بدأت الفكر
وفي يوم من الأيام، سمع أحمد، أنَّ صديق شقيقه، يعمل مهندس زراعي، ويُريد أنّ يزرع النباتات داخل احواض مبنيّة فوق سطح المنزل، فانتظر الشاب حتى يستفيد من صاحب أخاه، بعد ذلك قام بتطبيق الفكرة لديه وعلى نطاق أوسع وتابع طُرق العناية الصحيحة من خلال "اليوتيوب".
بنى الشاب عدد من الاحواض وفرشها بالسيراميك من الدخل والخارج وعمل ماده عازله بداخلها لمنع تسرّب المياه، إلى جانب ماسورة صرف صغيره في اسفل الحوض لصرف المياه الزائدة ناحية البلاعات.
ثُمّ بعد ذلك بدأ بزراعة اشجار الزينة داخل تلك الاحواض لأنها تحفظ الشجر من التساقط، وقام بزراعة أنواع الفاكهة داخل براميل مختلفة لحفظها الورق، موضحًا أنَّ سعر البرميل لا يتعدّى الـ30 جنيهًا، مشيرًا إلى أنَّ الفاكهة أثمرت جيّدًا بنجاح.
شيء من الجمال
طبيعة الزهور وبيئاتها التي تُعطي شيئًا من الجمال، جعلوا الشاب العشريني، يتعلّم طريقة الزراعة الصحيحة، وطُرق العناية للحفاظ على النباتات، إلى جانب اطلاعه على الأحداث المتتالية في تسميد النباتات وطريقة حفظها بما يناسب الأجواء.
يقول الشاب: "بدأت ادخل علي اليوتيوب واشوف فيديوهات كتير وكان في شاب اصغر مني في ٣ إعدادي والده صديق والدي عرفت منه بردوا وكان بيجي يساعدني في زراعة بعض الاشجار في الاحواض".
الخبرة ليست بالسن
لم يستحِ "أحمد" أن يطلب المساعدة من شاب أصغر منه في العُمر، لطالما حَبّ الزراعة وحَبّ تحويل سطحه إلى أرض خضراء، فهو لا يقارن العُمر بالخبرة. لذا كان يستعين بالأصغر منه في زراعة نباتاته، يُضيف: "مش عيب أن أعرف معلومة أو أطلب مساعده من حد أصغر مني بقرن من الزمن.. طالما عنده معلومة فلازم اساله واستفيد منه".
صديق شقيق أحمد، مهندس زراعي ويمتلك محلّ مبيدات، لذا كان يساعده في متابعة الزراعات، لخبرته في التسميد ومعالجة الأمراض التي تُصيب النباتات، موضحًا: "كنت بجيب المبيدات من صاحب أخويا وكان دايمًا يتابع معايا لأنه مهندس زراعي وفاهم كويس في التسميد".
يقوم أحمد بشراء الأشجار من المشاتل الكبرى بأسعار معقولة عن المحلات، وكان دائمًا التردد على المشاتل لرؤية الأشجار وهي تتمايل مع الهواء وتنطر منها رائحة الهدوء النفسي، حسبما يصف: " كانت متعتي إن اروح المشتل حتى لو مش هشتري لو هروح اتفرج بس".
فكرة بسيطة لكنّها جميلة
يستشعر الشاب العشريني بالسعادة عندما يرى النباتات تزهر أمامه، وذلك حسب ما وصف قائلاً: "مجرد انك تشوف الزرع بيكبر وبينجح معاك والمجهود اللي قومت بيه بتشوف نتيجته الناجحة قدامك، ده بيخليك تحس بإحساس عظيم ميحسش بيه الاّ اللي زرع قبل كده حتي لو زارع قصيص نعناع بس مجرد نظرتك ليه وهو بيكبر يوم بعد يوم حاجه تسعد أوي والوقفة وسط الزرع ترد الروح بجد".
أحمد يسرى الشاب العشريني، تخرّج العام الحالي من كلية التجارة جامعة طنطا، وليس خريج زراعة، وخبرته في الزراعة تكاد تكون معدومة، لكنّه يُحبّ الزهور وزراعتها، لذا قام بتخضير سطح منزله بالأزهار والفواكه المتنوّعة، ويقضى يومه ما بين رعاية أرضه الخضراء وبين ممارسة رياضة كمال الأجسام اللعبة المفضلة بالنسبة له.