دراسة أوروبية: اسم «الإخوان» أصبح مرتبطا بنشر التطرف والإرهاب في القارة
قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن اسم جماعة الإخوان في أوروبا بات مرتبطا بنشر التطرف وصناعة الكراهية والإرهاب، معتبرا أن ذلك الأمر أصبح "حقيقة لا يمكن التغاضي عنها أو نفيها على الإطلاق".
وحذر المركز، في دراسة جديدة نشرها على موقعه الإلكتروني، من أن جماعات الإسلام السياسي تمثل خطرا وتهديدا متزايدا لأمن أوروبا، مشيرا إلى أن تلك الجماعات تستغل شبكة الانترنت لبث خطابات التطرف والكراهية، بعد أن اصبح هو مكانها الأسهل والأقرب للجذب في الوقت الحالي.
وأضاف أن حكومات القارة الأوروبية تسعى جاهدة لمواجهة ذلك الخطر من خلال اتخاذ إجراءات وسن قوانين صارمة، وإتباع سياسات جديدة في كيفية التعامل مع اللاجئين والجاليات المسلمة، وإنقاذها من قبضة الفقر والبطالة والأفكار المتطرفة التي تتبناها مثل هذه الجماعات.
- تأسيس مركز الضوء المضاد لمكافحة تطرف الاخوان في النمسا
وترصد الدراسة أبرز الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الأوروبية لمحاربة خطر جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الاخوان، وتأتي النمسا في مقدمة الدول الأوروبية التي استفاقت لخطر الجماعة، و قررت بلدية مدينة "جراتس" النمساوية، الواقعة في جنوب النمسا والتي تعد معقل الإخوان الإرهابية وتضم أهم الجمعيات التابعة لها، تأسيس مركزا يحمل اسم "الضوء المضاد" لمكافحة تطرف الاخوان وغيرها من الجماعات الإسلامية المتطرفة.
ووفقا لعضو مجلس مدينة جراتس، هوهنسينر، فمركز "الضوء المضاد" يهدف للعمل بشكل وقائي لمنع تشكل المجتمعات الموازية بالأساس، ودعم جميع الأفراد في الاندماج في المجتمع، حيث تنشط جماعات متطرفة كثيرة في النمسا، على رأسها الإخوان بخلاف تنظيمات يمنية متطرفة ونازية.
وأشار "هوهنسينر" إلى أن الجماعة تملك وجودا كبيرا في النمسا، خاصة في فيينا وجراتس، ويتمثل ذراعها الأساسية في ما يعرف بجمعية "الرابطة الثقافية"، فضلا عن مجموعة من المساجد والمراكز الثقافية مثل "النور" في جراتس، و"الهداية" في فيينا.
- "الاخوان" في ألمانيا أبرز الداعمين للتنظيمات المتطرفة
ولفتت الدراسة إلى أن جماعة الإخوان في ألمانيا تعتبر أحد أبرز الداعمين للتنظيمات المتطرفة ونشر وصناعة الكراهية، وبناء مجتمعات موازية تسعى من خلالها لتوسيع دائرة الدعوة لتطبيق الأفكار المتطرفة وتحقيق أهدافها بشكل سري ومنظم.
وأوضحت أن الاستخبارات الألمانية كانت قد حذرت من أن خطورة هذه الجماعة مرتبط بأعضائها والمتعاطفين معها ممن حصلوا على تعليم جيد ويشغلون مناصب مرموقة ولهم علاقات كبيرة في ألمانيا وكل أوروبا، منوهة إلى أن خطورتهم تتزايد بشكل أكبر من بقية التنظيمات المتطرفة بسبب اندماجهم في النسيج الاجتماعي وتسللهم إلى مؤسسات ألمانية متخذة بذلك شركات تجارية ومنظمات ومجالس إسلامية كواجهة لها.
- الجماعات المتطرفة تتمركز في ضواحي بروكسل
ووفقا للدراسة، تعتبر مدينة "مولنبيك" ضواحي بروكسل هي الأخرى محمية من محميات تطرف جماعات الإسلام السياسي في أوروبا، مشيرة إلى أن بلجيكا تعتبر حاضنة للتيار الراديكالي أكثر مما كانت هدفاً له.
وتابعت الدراسة: "تبدو بلجيكا مركزاً للتطرف والعنف الممارس من قبل جماعات الإسلام السياسي، ومن الواضح أن هناك أسباب وراء تمركز النشاط المتطرف داخلها، منها وجود أقلية مسلمة تعاني من الفقر والبطالة، والغريب في الأمر أن بإمكانها الحصول على الأسلحة واستغلال تطوّر وسائل الاتصال والتنقل في بلجيكا نتيجة نقص الموارد البشرية في الأجهزة الأمنية، وقلة الاستقرار السياسي الداخلي."
وواصلت بأن صحيفة الجارديان البريطانية أكدت بأن بلجيكا، كبقية دول أوروبا، شهدت انتشاراً واسعاً لأيديولوجية العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استخدم المتطرفون الانترنت لنشر العنف والكراهية والتعصب، منوهة بأن "حركة الشريعة من أجل بلجيكا" تعد من أخطر الجماعات المتشددة في البلاد.
- انغلاق كورونا وانتشار التطرف عبر الانترنت
و رجحت الدراسة أن تكون هناك زيادة في معدل الجرائم والاعتداءات التطرفية في أوروبا وبطريقة مختلفة عن سابقاتها تماما نتيجة لفرض الإغلاق العام المرتبط بالحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، في الدول الحاضنة للجماعات الإرهابية المتطرفة سواء في العواصم أو في المناطق الحدودية.
وأوضحت أن ظاهرة التطرف مرتبطة حاليا بإجراءات الغلق ضد الوباء والتي من شأنها أن تزيد من نسبة استخدام فضاءات الانترنت، مشيرا إلى أن فرنسا وبريطانيا وبقية الدول الأوروبية الأخرى ينتابها شعور الخوف من تفشي ظاهرة التطرف عبر الانترنت وغيرها من المنافذ والوسائل التقليدية التي باتت مكشوفة أمام أجهزة الأمن والاستخبارات.
وتابعت "لم يأت التخوف اعتباطيا هكذا بل أن لدى أجهزة الاستخبارات حسب ما رجحه بعض الخبراء ما يثبت أن التطرف بدأ ينتشر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو بعض المنصات الإلكترونية التي تعمل على جذب وتجنيد فئة المراهقين والتي تعد الفئة الأكثر استخداما للهاتف الذكي أو الحاسوب أثناء فترات الإغلاق، مما أثر على سياسة الاندماج الاجتماعي في أوروبا في ظل هذه المعطيات هي سياسة غير ناجحة بالنظر سواء قبل أزمة كورونا."
وأوضحت أن تشديد إجراءات الغلق للوقاية من كورونا شكل فرصة لتنامي التطرف والإرهاب، وأنه رغم الإجراءات التي تقوم بها معظم دول أوروبا تحت مظلة الاتحاد الأوربي إلا أنها لم تنجح إلا نسبيا، فكلما زادت معدلات الإغلاق جراء فيروس كورونا كلما زاد ذلك من توجه الأفراد نحو استخدام التكنولوجيا والانترنت، وبشكل خاص مواقع التواصل الاجتماعي
واختتمت: "وفي هذه الحالة تصبح التنظيمات الإرهابية المتطرفة مضطرة إلى تغيير استراتيجيتها بمحاولة تشتيت الانتباه من خلال القيام بالاعتداءات في كل مرة هنا وهناك، وفي ذات الوقت تغتنم الفرصة وتحاول الاستفادة من هالة المنصات لصالحها في نشر الفكر المتطرف خاصة لدى فئات المراهقين والشباب الناقمين ربما عن ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وعدم قدرة بلدانهم عن السيطرة على الوضع الصحي".