قلب سارة يفرح أخيرًا.. توأمها يعود لأحضانها بعد 1000 يوم غياب (صور)
حان للقلب أن يُداوي جِراحه التي عاناها لسنوات ثلاث.. حان لوجه «سارة» أن يعود مبتسمًا كما كان قبل العام 2018 حينما فقدت صغيريها وفقدت معهما الأشياء الجميلة التي كانت تعيش لأجلها.. الآن ينام الصغيران مُعانقين أمهما بعد أكثر من 1000 يوم غياب.
قضية سارة ـ ابنة الإسكندرية ـ التي أثارت الرأي العام، بدأت كواليس المعاناة فيها حينما انفصلت عن زوجها بعد عامين من الزواج.. تحديدًا عام 2015، كانت قد وُهِبت خلالهما توأمها محمد وعلي، وبعد ثلاث سنوات أخرى حدث الطلاق فعليًا، وكان الزوج مسافرًا خارج البلاد، وكلف شقيقه بتطليق «سارة» بعد أن تنازلت عن كل حقوقها.. هكذا كان يُريد الزوج من تركها معلقة ثلاث سنوات ـ وفقما قالت سارة لـ «الدستور».
اتخذ عم الطفلين حيلة واختطف بها الصغيرين وهرب بعيدًا عن أنظار سارة، التي سعت كثيرًا للبحث عنهما والحصول على حكم قضائي بالضم، لكن مهمة الوصول للعم وطفليها لم تكن سهلة.
بعد عامين؛ تمكنت سارة من الوصول لمكان اختباء العم، غير أنه تمكن من الفرار أثناء إنهاء الإجراءات القانونية لإعادتهما.. تعتقد الأم أن محاميها (آنذاك) قد وشى بها لشقيق زوجها، ما مكنه من الهروب.. لم تكن صدمة سارة الوحيدة عند تبخر الأمل الذي ظلت تبحث عنه 700 يوم.. لكن الصدمة الأكبر حينما عرفت أن أسرة زوجها كانت توهم الجيران بأن أم الطفلين محمد وعلي، متوفاة.. بل وكانوا يوهمون الصغيرين بذلك (بأن أمهما ماتت).
عاودت سارة البحث من جديد، وقررت أن تتحدث للإعلام عن مأساتها، فحازت على تضامن واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن التضامن لم يتوقف هنا فقط، بل لاقت القضية اهتمامًا كبيرًا من قِبل الأجهزة الأمنية والتنفيذية في محافظة الإسكندرية.
كان اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية أول المستقبلين لـ سارة من أجل مُداوة جراحها والبحث عن حلول لأزمتها.. مهمة إنسانية أخذها محافظ الإسكندرية على عاتقه، وكانت خُطاه حريصة على أن يعود الطفلان من جديد لأمهما، فتواصل مع الأجهزة المعنية لإتمام المهمة.
في اليوم التالي؛ توجهت سارة إلى مديرية أمن الإسكندرية، وهناك كان في انتظارها اللواء محمود أبوعمرة، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، الذي أحسن استقبالها مطمئنًا إياها بأنهم سيبذلون كل الجهود لإعادة الطفلين لهما.. وكان معها اهتمام كبير من اللواء محمد عبدالوهاب مدير مباحث الإسكندرية.
لم تمر سوى ساعات حتى تلقت سارة اتصالًا هاتفيًا يُخبرها بنجاح أجهزة الأمن في تحديد مكان إقامة العم رفقة الطفلين، حيث كان داخل نطاق منطقة برج العرب.. وتوجهت سارة رفقة قوة أمنية مكبرة من إدارة تنفيذ الأحكام، إلى المكان، وكانت معها اللحظات المنتظرة باللقاء الذي ظلت سارة تبحث عنه طويلًا، ليتمكن رجال الشرطة من إعادة الطفلين إلى أمهما لتُعانقهما عِناقًا طويلًا تداوي به جراحًا أصابت قلبها لثلاث سنوات.
عادت سارة لمنزلها سالمة صُحبة طفليها، لكنها لم تنس أن تُرسل لنا باعثة رسائل الشكر والعرفان لمن كانوا سببًا في إعادة الطفلين إلى جوارها من جديد.. اللواء محمد الشريف محافظ عروس البحر الأبيض المتوسط، واللواء محمود أبوعمرة مدير الإسكندرية، واللواء محمد عبدالوهاب، مدير المباحث الجنائية، ورجال تنفيذ الأحكام بالمديرية، على ما قدموه لإعادة الروح لها من جديد.