باحثة: المحطات النووية آمنة وتحقق أهداف التنمية المستدامة (حوار)
تشغل محطة الطاقة النووية لتوليد الكهرباء بمنطقة الضبعة والتي سوف يتم إنشائها في السنوات القادمة بال الكثير من المواطنين.
في هذا السياق، حاورت «الدستور» الدكتورة أسماء حنفي، الباحثة في الطاقة النووية، بجامعة الإسكندرية، لسؤالها حول المنظور البيئي للمناطق المحيطة بمحطات الطاقة النووية.
وإلى نص الحوار:
ماهى التأثيرات البيئية المحتملة لمحطات الطاقة النووية على المناطق المحيطة بها؟
لا تؤثر المفاعلات والمحطات النووية سلبا على البيئة، فالمفاعلات النووية المستخدمة لتوليد الكهرباء تعتبر آمنة ومستدامة، وتساهم في الحد من التغيرات المناخية، وتحفاظ علي البيئة والتنوع البيولوجي، من خلال نظم دائمة للرقابة والمتابعة للمواد المشعة.
ومع التقدم التكنولوجي في تصميم وأدارة المفاعلات والمحطات النووية أصبح هناك تقنيات لإدارة الوقود النووي التي تساعد علي تقليص النفايات المشعة، والتخلص الآمن منها مما يضمن الأثر المحايد على البيئة والمناطق المجاورة لها حتى فى حالة الإغلاق والخروج من الخدمة.
كما توفر المحطات النووية طاقة نظيفة بيئيا عند الالتزام بالمعايير التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان الأمان النووي والأمان الأشعاعي والإدارة الآمنة للنفايات المشعة والحفاظ على الصحة وحماية البيئة في الحاضر والمستقبل.
كيف يمكن تجنب الآثار السيئة ومواجهتها حال حدوثها؟
التطوير الدائم والمستمر في مجال التكنولوجيا النووية يدعم بشكل كبير تجنب الآثار السلبية، من خلال التأهب والتصدي للطوارئ النووية ومواجهتها والسيطرة عليها حال حدوثها. فالأمان في استخدم الطاقة النووية هو شرط مسبق لغرض حماية الناس في جميع الدول وحماية البيئة، وعلى الحكومات والهيئات الرقابية والمشغلين في كل مكان ضمان استخدام المواد النووية والمصادر الإشعاعية على نحو مفيد ومأمون وأخلاقي.
هناك تقارير التقييم الإشعاعي وتقارير الفريق الدولي للأمان النووي، والوثائق التقنية، وأيضاً تبادل الخبرات والمعرفة والبحث العلمي والتعاون الدولي حيث يعزز كل ذلك بشكل كبير في تجنب الآثار الجانبية وتحسين القدرات في إدارة حالات الطوارئ حال حدوثها والتخفيف من حدة ما قد ينجم عنها. فمثلاً مفاعلات الـ VVER-1200 الجيل الثالث بلس، الذي استحدثته شركة روساتوم، وهو الفئة التي اختارتها مصر لإقامته في محطة الضبعة للطاقة النووية مزودة بتقنيات للتعامل مع الظواهر الطبيعية. وأيضا مفاعلات الجيل الأحدث ذاتية التشغيل وتتوقف عند الشعور بأي خطر مما يزيد من أمان وأمن أستخدام الطاقة النووية.
في حالة المقارنة، أيهما أكثر خطورة على البيئة؛ المفاعلات ومحطات توليد الطاقة النووية أم محطات توليد الطاقة من الفحم والنفط؟
تعد محطات الفحم والنفط هي الأكثر خطورة على البيئة والمناخ لأنها تتسبب بارتفاع الاحتباس الحراري وذوبان الجليد.
منذ الثورة الصناعية وزيادة الطلب على الطاقة والاستهلاك للكهرباء، ارتفعت نسبة ثاني أكسيد الكربون، وتسارعت وتيرة الاحتباس الحراري، ونعاني اليوم من الآثار الجانبية السيئة للإفراط في استخدام محطات توليد الطاقة من الفحم والنفط.
والآن نشهد توجها عالميا نحو تنوع مصادر الطاقة يشمل محطات الطاقة النووية كونها آمنة على البيئة ولديها بصمة كربونية منخفضة. والمفاعلات النووية تخرج بخار الماء وبالتالي هي صديقة للبيئة.
لاحظنا خلال فترة الإغلاق التام العام الماضي أن جائحة كورونا أثرت إيجابيا على البيئة ما يؤكد أهمية الحد من استخدام محطات توليد الطاقة من الفحم والنفط المكلفة والملوثة للبيئة والتوجه نحو الطاقة المتجددة والطاقة الطاقة النووية.
هل توجد تأثيرات إيجابية اقتصادية لمحطات الطاقة النووية اقتصادية؟
المحطات النووية لها تأثيرات بيئية واقتصادية إيجابية، لأنها تنتج طاقة خضراء تحقق أهداف التنمية المستدامة، وهي مصدر آمن ومستدام للطاقة يشجع على الاستثمار ويخلق المزيد من الفرص للعمل والمنافسة. وهناك المفاعلات المعيارية الصغيرة وهي مناسبة لتوفير الكهرباء للمناطق الصناعية واقتصادية وصديقة للبيئة.
هل توجد نصائح معينة يمكن توجيهها للسكان في المناطق المجاورة والمحيطة بمحطات الطاقة النووية؟
أهم النصائح هو اليقين بأن محطات الطاقة النووية آمنة تماما على السكان في المنطقة المحيطة والمجاورة لها، وعليهم ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل يومي مطمئن وفي سلام وأمن وأمان.
وهناك 443 مفاعلا قيد التشغيل حاليا في 32 دولة فالرصد الإشعاعي مستمر وسياسات التأهب والتصدي للطوارئ النووية قائمة والإرشادات العامة بشأن البيئة والصحة والسلامة متاحة فلا داع للمخاوف والهموم الزائدة. وعلى الحكومات وضع آليات تمكن السكان من معرفة المزيد عن محطات الطاقة النووية وتشغيلها.