مجلة إيطالية: «آبي أحمد» فقد مصداقيته وشعبيته بدأت تتآكل
قالت مجلة "Focus on Africa" الإيطالية المختصة بالشأن الأفريقي، إن حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبى أحمد، تعاني من عجز سياسي شديد وتواجه تحديات وأزمات على المستويين الداخلي والخارجي؛ مشيرة إلى أن أبي أحمد "فقد مصداقيته وشعبيته بدأت تتأكل"، في ظل تفاقم الصراعات الداخلية والتوترات العرقية، جنبا إلى جنب مع أزمة سد النهضة ومواصلة أسلوب التعنت وعرقلة سير المفاوضات مع دولتي المصب مصر والسودان.
الأزمات الداخلية.. حروب صراعات وقمع وترهيب وإهدار لأرواح الآلاف من الشباب
استنكرت المجلة الإيطالية فوز الحزب الحاكم بزعامة أبى أحمد، فى الانتخابات التشريعية بأغلبية واسعة، فى ظل الصراعات والتوترات المتزايدة في جميع أنحاء البلاد، وأعمال القمع والترهيب التى ارتكبها النظام الحاكم لعرقلة المرشحين الآخرين، ما أثر على نزاهة التصويت.
وأشارت المجلة إلى أن الهدف الوحيد لانتخابات 21 يونيو هو منح رئيس الوزراء الإثيوبي مظهرًا من مظاهر الشرعية الديمقراطية، مضيفة أن حكومة ابي احمد تفضل اللعب ببطاقة "جائزة نوبل للسلام" لتصدير صورة بأنه لا يزال يتمتع بالديمقراطية والدعم الشعبي الذي اكتسبه بين عامي 2018 و 2019.
وأضافت إنه تحقيقا لهذه الغاية ، شهدت الانتخابات استبعاد ما يقرب من 28 مليون مواطن إثيوبي من حق التصويت، حيث لم يتم فتح أكثر من ثلث مراكز الاقتراع وشهد 20٪ من مراكز الاقتراع تحولاً في التصويت في سبتمبر رغم أن الأرقام النهائية كانت مقررة لشهر يوليو الحالي، واصفة نتائج الانتخابات بأنها "ليست ذو أهمية".
وتابعت "جرت الانتخابات في جو من العنف والترهيب تجاه المعارضة وكانت إدارتها فوضوية ومرتبكة"، مستنكرة وصف الاتحاد الأفريقي الانتخابات بأنها كانت "حرة وشفافة".
"ابي احمد" ضحى بأرواح عشرات الآلاف من الشباب في تيجراي
وأوضحت أنه على الصعيد الوطني، اهتزت صورة "الزعيم الإثيوبي" بعد هزيمته النكراء التي تعرض لها في إقليم تيجراي، شمال البلاد والتي أشعل الحرب فيها، مشيرة إلى أن أبي أحمد ضحى بأرواح عشرات الآلاف من الشباب، معظمهم من جماعة الأمهرة، نتيجة لتدخله العسكري في الإقليم المحاصر.
وأضافت أن رئيس الوزراء الإثيوبي فقد مصداقيته، ودمرت بشكل دائم بسبب الهزيمة العسكرية التي لحقت به في تيجراي،الأمر الذي أدى إلى تآكل تدريجي لشعبيته وسيطرته على الحزب الذي أسسه (حزب الرخاء).
مناقشة إمكانية عزل ابي احمد
وتابعت انه بعد الهزيمة التي تكبدها ابي احمد في تيجراي ، قام أجيجينيو تيشاغر (رئيس عرقية الأمهرة) وتيمسين تيغرونه (مدير الشرطة السياسية في جهاز الأمن والمخابرات الوطني ) بتقديم تحليل جدي لإمكانية عزل رئيس الوزراء الذي أثبت عدم قدرته على كسب الحرب التي يريدها، مضيفا أن العدو السياسي الرئيسي (الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي) لم يُهزم فحسب ، بل أصبح الآن في موقع قوة، ما يشير إلى ان احتمال عزل أحمد ليست ببعيدة.
وأردفت المجلة: في محاولة لتسليط الضوء على الوجود الانتخابي ، قررت قيادة الأمهرة القومية المبالغة في "التأييد الشعبي" المزعوم في تصويتها ل أحمد علي ، الذي تجاوز إلى حد كبير نسبة الأصوات المقررة له قبل الانتخابات.
انتخابات غير ديمقراطية
ولفتت إلى أن قرار تكليف رئيس الوزراء الإثيوبي بالفوز الانتخابي "البلغاري" اتخذته قيادة الأمهرة التي لا تزال ترى أنه من المفيد اللعب ببطاقة جائزة نوبل للسلام ، ولهذا السبب قررت منح أبي تفويضًا آخر كرئيس للوزراء، واصفة الانتخابات التشريعية الأخيرة بأنها "غير شاملة وغير ديمقراطية".
ونوهت إلى أنه تم "تجميد" الصراع الداخلي داخل حزب الرخاء أو تأجيله في الوقت الحالي من أجل تقديم جبهة حكومية موحدة للمجتمع الدولي، من أجل التأثير على نتيجة الانتخابات لا سيما بعد مقاطعة العديد من المناطق لها.
وأوضحت أن مفوضية الانتخابات حرصت على عدم تقديم أرقام دقيقة حول إقبال الناخبين" مضيفة أن نسبة المشاركة في الهيئة الانتخابية (بعد أن أهلكتها الحكومة المركزية) لم تكن لتتجاوز 50٪ ممن يحق لهم التصويت.
مهزلة وتزوير في الانتخابات
وذكرت المجلة الإيطالية أن المناشدات التي قدمتها أحزاب المعارضة الصغيرة المشاركة في الانتخابات أكدت أن الانتخابات كانت مهزلة، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 200 شكوى تتعلق بتزوير الانتخابات ومخالفات في التصويت والتدقيق فضلا عن محاولات الترهيب والتعنيف ضد مرشحي المعارضة.
واستطردت المجلة أنه "في محاولة لجعل الانتخابات أكثر مصداقية، ولمواجهة الآراء السلبية التي أعربت عنها واشنطن وبروكسل قبل التصويت ، أجبرت قيادة الأمهرة لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية (EHRC) على نفي الملاحظات التي تم الإدلاء بها بعد التصويت.
وأفادت اللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان، في 22 يونيو، أن بعض الدوائر الانتخابية عانت من "اعتقالات غير لائقة" للمعارضين ، وترهيب للناخبين ومضايقة للمراقبين والصحفيين، كما نددت اللجنة بالعديد من عمليات القتل السياسي في أوروميا التي حدثت في الأيام التي سبقت التصويت.