دكتور حاتم الجوهرى يوقع أحدث كتاباته فى الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
علي هامش فعاليات الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب٬ والتي تستمر حتي منتصف الشهر الجاري٬ في مركز المؤتمرات بالتجمع الخامس٬ يستضيف الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالقاهرة٬ بمقره الكائن في شارع رمسيس بجوار مبنى جريدة الجمهورية٬ حفل توقيع وإطلاق كتابي: "الصمود: الصورة غير النمطية للعربي في الأدب الصهيوني"، والصادر عن دار "خطوط وظلال" بالأردن، وكتاب: "العودة للذات: تفكك صورة العربي كشريك للتعايش في الأدب الصهيوني"، والصادر عن دار ميتابوك بمصر، وذلك بحضور مؤلف الكتابين الدكتور حاتم الجوهري، وبمشاركة لفيف من المهتمين بالموضوع.
"ما بعد المسألة الأوروبية".. كتاب يقدم نظرة إنسانية ومعرفية جديدة
يتناول الدكتور حاتم الجوهري في كتابه "ما بعد المسألة الأوروبية"٬ احتمالية ظهور "نظرية إنسانية" ومعرفية وثقافية جديدة، منحتها اسم: "ما بعد المسألة الأوربية"، واستشراف ممكنات الدور الكامن للذات العربية فيها، حيث حمل غلاف الكتاب عنوانًا هامشيًا يقول: "الذات العربية ومفصليتها الثقافية الكامنة في القرن الواحد والعشرين"، وهي "المفصلية الثقافية" التي ظهرت مع مشروع الثورات العربية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بمجموعة الأطر والاتجاهات الثقافية العامة ومؤشراتها التي ارتبطت بها بوصفها "مفصلية ثقافية" جديدة، تواكبت مع عدة ظروف مساعدة وصلت ذروتها مع: جائحة كورونا و"صفقة القرن" ومخلفاتها، وموضوع "سد النهضة" واحتمالاته وآثاره الممتدة.
والمقصود بـ"الأوروبية" في مصطلح "المسألة الأوروبية" هو النموذج الحضاري الغربي بأكمله، لكن الدراسة ستستخدم مفردة الأوروبية انطلاقًا من أن الأصل في ظهور النموذج يرجع لقارة أوروبا، قبل تمددها في موجات استعمارية أسست لها دولا جديدة على رأسها أمريكا، تلك التي تُعد حاليًا أبرز تمثلات النموذج الأوروبي القديم والتي تكشف عن تناقضاته الكامنة.
وتقدم الدراسة عدة فروض رئيسية لظهور هذه النظرية الإنسانية الجديدة، أبرزها أن "المفصلية الثقافية" الحالية أو مجموعة الأفكار الثقافية الرئيسية التي تسود الحياة البشرية الآن في دورتها الأوربية، تحولت إلى "مسألة"، بمعنى أنها أصبحت إشكالية تدور حول نفسها دون قدرة على الحل، في تكرارية عبثية وحلقة مفرغة تقدس أوهامها الخاصة ولا تستطيع الانعتاق منها، فيما تسميه الدراسة بـ"المسألة الأوروبية" بمتلازماتها أو عُقدها الثقافية النفسية والفكرية، التي أصبحت عاجزة عن مواكبة التطور البشري، وتجاوز لحظتها التاريخية القديمة الخاصة.
الصورة غير النمطية للعربي في الأدب الصهيوني
من خلال مجموعة من النماذج الشعرية الصهيونية، يقدم الباحث حاتم الجوهري قراءة مغايرة تمامًا لصورة العربي السلبية الشائعة في الدراسات العربية التقليدية للأدب الصهيوني، وهي صورة العربي الصامد والكامن في الزمن الذي يتحين الفرصة للانتفاض واسترداد ما له، وكأن النماذج الشعرية كانت تستشرف المصير العدمي للاحتلال الصهيوني القائم على فرض الهيمنة من خلال الدعم الغربي.
وفي كتاب "العودة للذات"٬ وفي ظل تأزم فرص التعايش بين الفلسطينيين والصهاينة في ظل انكسار صفقة القرن، يرصد الباحث من خلال مجموعة من النماذج الشعرية أيضًا تفكك الصورة القديمة عند أدباء اليسار الصهيوني المزعوم، للعربي كشريك للتعايش، بل ويطرح الباحث مفارقة دالة من خلال عنوان الكتاب أشار لها في دراسته.
فرغم أن الدراسة في الأدب الصهيوني إلا أنه أشار إلى أن "العودة للذات" يقصد بها شعراء فلسطين ومثقفيها، الذين استقبلوا شعارات التقدمية والتعايش من اليسار الصهيوني في البداية، ثم سرعان ما أدركوا استحالة الجمع بين كل المتناقضات التي يقدمها المشروع الصهيوني، مثلما تفجرت واتسمت صورة العربي في النماذج الشعرية التي رصدها الباحث بالتحسر على الحال، واليأس من فكرة التعايش المشترك في النماذج الشعرية الصهيونية، نقيضا لصورة غير نمطية قديمة عن التعايش والوجود المشترك.