300 مليون مدمن في 2030.. كيف يمكن الخلاص من المخدرات؟
أمر خطير للغاية حذر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من حدوثه في السنوات القليلة القادمة، بعد أن تم إجراء نظرة مستقبلية حول تعاطي المخدرات على مستوى العالم في سابقة من نوعها، كشفت ارتفاع عدد مدمني المخدرات الذي قد يتخطى 300 مليون متعاطي فى عام 2030.
الأزمة ليست جديدة لكنها تفاقمت بشكل مبالغ فيه، حين أصبحت المخدرات يتم تداولها بكافة الأشكال والأنواع بين أيدي الشباب والفتيات، في غياب الرقابة الأمنية كونهم توغلوا داخل جميع ميادين ومحافظات مصر، واختلفت وسائل الترويج بدءً من بيعها في الحواري الشعبية وصولًا لترويجها عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
"الدستور" تواصلت مع أحد المتعافين من إدمان المخدرات، ليروي لنا حكايته مع الخلاص منها، وما تسببت فيه من إيذاء واضح كاد أن يدمر حياته وحياة ذويه، قائلًا في بداية حديثه مع "الدستور"، إن فترة التعافي من الإدمان استغرقت أكثر من عام، سواء على المستوى الصحي أو النفسي.
لم يكن الشاب الثلاثيني، أ.م، مدركًا مدى خطورة الأمر في بداية رحلة إدمانه للمخدرات، التي بدأت من الحشيش وتجاوزت حدها لتصل إلى أكثر الأنواع خطورة، فقد انغمس الشاب في تجربة أنواع عدة شملت الترامادول والهيروين والأستروكس والقطرات المخدرة.
"كل يوم كنت بجرب حاجة جديدة وبزود الجرعة عن المرة اللي قبلها"، أشار الشاب الذي حافظت "الدستور" على اسمه، إلى الخلطات المخدرة التي تعاطاها على مدار سبع سنوات، دون أي دراية منه عن مدى تأثيرها في المستقبل القريب، وبالفعل بعد مرور تلك الفترة تعرض لوعكات صحية عدة كادت أن تقضي على حياته تمامًا.
تحدث أيضًا عن معاملته القاسية لذويه الذين تحملوا الكثير خلال فترة إدمانه، بعد اختلاقه للعديد من المشكلات بهدف الحصول على أموال عن طريقهم، حتى يذهب لشراء الجرعات اليومية من المخدرات، وحين عرفوا حقيقة الأمر وامتنعوا عن إعطائه أي أموال، تحول لشخص آخر وهددهم ببيع ممتكلات المنزل في حالة عدم حصوله على ما يريد.
قررت الأم في ذلك الحين التواصل مع طبيب مختص في علاج الإدمان، لإنقاذ ابنها الأكبر لكنه رفض في البداية، وعارضها بشدة بسبب ذلك التصرف، متماديًا في أفعاله حتى تناول جرعات مضاعفة من المخدرات في يوم ما، وسقط على الفور مغشيًا عليه، وبعد احتجازه في المستشفى اكتشف إصابته بمرض خطير في الصدر عانى منه سبعة أشهر حتى تعافى منه نهائيًا.
وخلال فترة علاجه من المرض كان يتوجه إلى عيادة الطبيب النفسي لمتابعة جلسات علاج الإدمان، واستطاع أن يتخلص من جميع الأزمات بعد عام واحد فقط، وحاليًا يعمل الشاب في شركة محاسبة كمحاولة للبدء من جديد، والمضي في حياته نحو خطوات أفضل يرغب في تحقيقها.
كان قد أشار مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إلى انخفاض بنسبة 40% بشأن وعى بعض الشباب حول مخاطر الحشيش، والمخدرات الأخرى، وأضرارهم على خلايا المخ خاصة على الشباب الذين يتعاطونه لفترات طويلة، وأن ثلث المتعاطين للمخدرات حول العالم من النساء، ومن يتقدمن للعلاج من النساء أقل من 15%، أما عن نسبة الوفيات فقد تجاوزت 71% من الرجال.
وبالحديث مع الدكتور أشرف الغزالي، طبيب علاج الإدمان، أوضح أن فكرة التخلص من المخدرات في يومنا هذا أصبحت معدومة، بعدما انتشرت أنواع عدة لا يمكن السيطرة عليها، فقد تمكن أي شخص من خلط وتصنيع المخدرات بشكل بسيط للغاية، والعمل على بيعها بطرق مختلفة.
حذر الطبيب من الانسياق وراء أنواع المخدرات التي يتم تداولها حديثًا من فودو واستروكس وبودر، فهي مكونة من خلطات كيميائية مضرة للغاية، تصيب خلايا المخ مباشرة، وفي بعض الأحيان تعرض حياة المتعاطي للوفاة، خاصة أن المواد المصنوعة مفعولها شديد بشكل هائل، ولا يستطيع تحمله أي جسد وبالأخص الفتيات.
في شهر فبراير الماضي، أجرت وزارة التضامن الاجتماعي، عينات مسح على 30 ألف أسرة للشريحة العمرية من 12 عام لـ60 عام بجميع محافظات مصر، كشفت من خلالها أن نسبة تعاطي المخدرات وصلت 5.9%، ونسبة الإدمان 2.3%، وذلك بالمقارنة للنسبة العالمية التي بلغت 5.3%.