«بكى لوفاة العندليب».. حكايات محمد رشدي مع محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ
ولد الفنان الراحل محمد رشدي بمدينة دسوق، بمحافظة كفر الشيخ عام 1928، ظهرت موهبته الغنائية عندما كان في المرحلة الابتدائية، وعشقه للغناء جعله يتجه للموالد، فكان الطفل المتألق بمولد “إبراهيم الدسوقي”، وأشادت بصوته كوكب الشرق أم كلثوم، التي حضرت بالصدفة ذات مرة المولد وقالت له: "روح يا ابني أنت مطرب".
حضر محمد رشدي للقاهرة وهو في السادسة عشرة من عمره ليلتحق بمعهد فؤاد للموسيقى، وكان وقتها مطلوب منه أن يقتصد في مصروفاته ويدبر شئونه بثلاثة جنيهات شهريًا، فاستأجر غرفة متواضعة تحت السلم بباب الشعرية مقابل جنيه واحد شهريًا. حسب "الموعد".
الغرفة التي كان يعيش فيها رشدي وفرها له أحد بلدياته، وكان يعمل فراشًا بمكتب موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وعندما علم محمد رشدي بذلك طلب منه أن يجعله يرى مكتب عبد الوهاب، وألح في طلبه حتى أن بلدياته استجاب له وطلب منه ألا يلمس شيئًا من مكتبه.
الفنان الراحل دخل مكتب عبد الوهاب وظل يتلمس كل شيء، ووقع نظره على سلة المهملات التي كانت مليئة بالأوراق، فالتقط بعضها وراح يقرؤها، ووجد من بينها كلمات أغنية يقول مطلعها “يا للي أنت في بالي والعمر قضيته أغنيلك”، فطلب من بلدياته أن يأخذ هذه الأوراق، فسمح له بعدما أخبره أن ليس لها قيمة، لأن عبد الوهاب ألقاها بالزبالة.
عشق الفنان محمد رشدي لعبد الوهاب جعله يقوم بتلحين الكلمات، بل إنه تقدم بها لامتحان الإذاعة، وكانت اللجنة وقتها بها عبد الوهاب شخصيًا، وعندما بدأ محمد رشدي حينها في الغناء طار صواب عبد الوهاب وكاد أن يتهمه بالسرقة وسأله كيف وصلت لك هذه الكلمات، فحكى له محمد رشدي ما حدث، فضحك عبد الوهاب بشدة ونجح في الاختبارات وتم تسجيله كمطرب بالإذاعة، وظل الفنان الراحل يتذكر هذا الموقف لأنه كان بداية طريقه للشهرة.
مع حليم
بكى الفنان محمد رشدي عندما علم بخبر وفاة الفنان عبدالحليم حافظ، وكان وقتها يجلس في منزله أمام التلفاز وتُبث أغنية "في يوم"، وكانت بجواره زوجته التي عندما حاولت أن تعرف سبب بكاء "رشدي"، رد قائلًا: "الكبير بتاعنا راح".
وحكى الفنان الراحل محمد رشدي أثناء وجوده في برنامج "واحد من الناس" مع الإعلامي عمر الليثي، أن عبدالحليم تسبب في بكائه عندما شاهده في الشارع وكان من أشهر النجوم وقتها رغم أنهما قدما في لجنة فنية واحدة.
وأضاف أنّه قدم في الستينيات أغنية "أدهم الشرقاوي"، التي حققت نسبة نجاح كبيرة، ورغم ذلك قام عبدالحليم بغنائها في فيلم "أدهم الشرقاوي"، ووقتها تعرض لبعض الهجوم من النقاد لأنها عرفت باسمي، وذلك لأن حليم كان يبحث عن أغنية مميزة وكان وقتها طرح أغنية "ضي القناديل"