«جامع»: قطاع الصناعة المساهم الأكبر في نمو الاقتصاد المصري بنسبة 17.1%
أكدت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة أن العالم شهد خلال الفترة الأخيرة العديد من التحديات الاقتصادية التي أثرت على مختلف القطاعات وخاصة قطاعات الصناعة والتجارة الدولية وسلاسل القيمة العالمية بسبب جائحة كورونا، مشيرة الي ان مصر نجحت في تحقيق العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية خلال الأزمة وذلك بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادي التي انتهجته منذ عام 2016 والإجراءات التي اتخذتها لمواجهة الجائحة والتي بلغت حوالي 541 إجراء من مارس 2019 وحتى مايو 2021.
جاء ذلك في سياق كلمة الوزيرة عبر تقنية الفيديو خلال الجلسة الافتتاحية الافتراضية للاجتماع رفيع المستوى لإطلاق تقرير التحول الإنتاجي والتصديري والذي نظمته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والبنك الأفريقي للاستيراد والتصدير ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا وذلك في إطار مبادرة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لسلاسل القيمة العالمية، شارك في فعاليات الجلسة السفير علاء يوسف، سفير مصر في فرنسا وممثل مصر فى الاجتماع وماريو بيدزيني، مدير مركز التنمية التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، و هيروشي كيونوشي، نائب مدير منظمة اليونيدو، و ريتشارد رايت، مدير قسم استراتيجيات التنمية والعولمة بمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، واستيفن كارينجي، مدير قسم التجارة والتكامل الإقليمي بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، و ستيفاني سورينسن، نائب رئيس الوكالة الألمانية للتعاون الدولي في مصر.
وقالت الوزيرة إن مصر كانت من الدول القليلة التي سجلت خلال الأزمة نمواً اقتصادياً بلغ حوالي 3.57% خلال عام 2019/2020، حيث ظل قطاع الصناعة قاطرة النمو الاقتصادي في مصر، حيث ساهم بحوالي 17.1% في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019/2020 مقارنة بحوالي 16.4% في العام السابق، وبهذا يصبح قطاع الصناعة هو المساهم الأكبر في النمو الاقتصادي المصري مقارنة بباقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، مشيرةً إلى أن قطاع الصناعات التحويلية حقق معدل نمو إيجابي خلال عام 2019/2020 بلغ حوالي 1.4%، وإن كان أقل مما حققه في العام السابق الذي سجل 2.8%، ولكن ظل إيجابياً في عام الجائحة كانعكاس للإجراءات التي تم اتخذها لتعزيز قطاع الصناعة خلال الأزمة.
وأوضحت جامع أن مصر قامت بفضل نجاح المرحلة الأولى لبرنامج الإصلاح الاقتصادي بإطلاق المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية عام 2021، والذى يركز على رفع تنافسية 3 قطاعات رئيسية شملت الصناعات التحويلية والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وذلك من خلال رفع كفاءة سوق العمل وتطوير منظومة التعليم الفني والتدريب المهني، وتحسين بيئة الأعمال وتنمية دور القطاع الخاص، ورفع كفاءة المؤسسات العامة بالتحول الرقمي والحوكمة، وتعزيز الشمول المالي وإتاحة التمويل، وتنمية رأس المال البشري من خلال تعزيز التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية
وفيما يتعلق بالصناعة والتجارة، لفتت الوزيرة إلى أن المرحلة الثانية لبرنامج الإصلاحات الهيكلية تستهدف رفع معدلات الاستثمار في قطاع الصناعة التحويلية بشكل مستدام وزيادة مشاركته في الناتج المحلي الإجمالي، وتوطين وتعميق الصناعة، وتنمية سلاسل التوريد المحلية، والاندماج في مراحل أعلى في سلاسل القيمة العالمية والإقليمية، وزيادة القدرة التنافسية دولياً للصناعات التحويلية والنهوض بالصادرات الصناعية، حيث يستهدف البرنامج الصناعات الغذائية، والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، وصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، والصناعات الهندسية التي تتضمن السيارات والأجهزة المنزلية، لافتةً إلى أن هناك العديد من الفرص التي ستمكن مصر من تحقيق أهدافها للمرحلة الثانية من برنامج الإصلاح الهيكلي بفضل الاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده مصر، بالإضافة إلى ما تحقق من طفرة هائلة في مجال تطوير البنية الاساسية، والإجراءات التي اتُخذت ويجري اتخاذها باستمرار لتمكين المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة للاستفادة من إمكانات الصناعة المتنامية.
ونوهت جامع أن محاور النمو شملت التركيز علي زيادة الصادرات غير التقليدية وتشجيع الصناعات التي يمكنها المنافسة في الأسواق العالمية والعمل على جذب الاستثمارات بالإضافة إلى تعميق التصنيع المحلي لما تملكه مصر من سوق محلي كبير فضلاً عن الاتفاقيات التجارية العديدة الثنائية ومتعددة الأطراف والتي تساهم بشكل كبير في نمو الصادرات المصرية، مشيرةً إلى أنه جاري العمل على محاور التطوير التشريعي والإجرائي والرقمي بهدف خفض زمن وتكلفة التصدير والاستيراد بهدف تعزيز قطاعي الصناعة والتجارة.
وأضافت أن مصر تستهدف تحقيق التكامل مع سلاسل الإنتاج والقيمة العالمية والإقليمية لا سيما الإفريقية خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، حيث تتضمن أولويات مصر خلال المرحلة المقبلة تطوير الاقتصاد المصري ليكون أكثر ابتكارًا والاستفادة من التقنيات المتقدمة، ليس فقط كسوق للاستخدام النهائي ولكن أيضًا كمنشئ للمعرفة والتكنولوجيا من خلال التركيز على الأجندة الرقمية والتكامل الإقليمي بإعطاء أولوية للجودة ولزيادة كفاءة الخدمات اللوجستية كمحرك أساسي للتنمية الصناعية.