«كمامة ولقاح».. كيف نتجنب الموجة الرابعة المحتملة لفيروس كورونا؟

بعد تصدي وزارة الصحة للموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد وهو ما ظهر جليًا مع انخفاض أعداد الاصابات بشكل ملحوظ، تخلى الكثير من المواطنين عن الاجراءات الاحترازية أبرزها ارتداء الكمامة لمواجهة الوباء، وحذر كثير من الأطباء من تخلي الكثير من المواطنين عن التسجيل للتطعيم بلقاح كورونا مع هذا الانخفاض. 

الأمر الذي دفع الهيئة العامة للرعاية الصحية تطلق حملة توعوية عن أهمية الحصول على اللقاح الخاص بفيروس كورونا "كوفيد-19" في الوقاية من الإصابة بالفيروس، وكذلك الوقاية من مخاطره أو مضاعفاته حال الإصابة به، وخاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، تحت شعار التطعيم أمان.

تستهدف الحملة رفع وعي المواطنين بأهمية تلقي اللقاح، ومدى أمانه وفاعليته، والإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، والفرق بين اللقاحات، والأعراض الجانبية المحتملة للقاحات، بالإضافة إلى الإجابة على التساؤلات أو الاستفسارات حول هل هناك فئات معينة من الناس يجب ألا يحصلوا على لقاح كوفيد 19؟، وهل يمكن للحوامل والمرضعات تلقي لقاح كوفيد 19؟، وهل يمكننا التوقف عن اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية بعد الحصول على لقاح فيروس (كوفيد-19).

اللقاح السبيل الوحيد للوقاية من كورونا  

في البداية يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إنه بعد السيطرة على الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد وتخطي مرحلة الذروة وانخفاض أعداد الاصابات، أصبح من الملاحظ تخلي المواطنين عن الاجراءات الاحترازية الوقائية من إرتداء للكمامة أو التباعد الاجتماعي بشكل ملحوظ جدًا، إلى جانب تراجع الكثيرين عن الحصول على لقاح كورونا.

وأوضح عز العرب، في تصريح لـ"الدستور"، أنه يجب الحرص على التسجيل للحصول على لقاح بجرعتيه للوصول إلى درجة أمان معينة، ولا يجب الاكتفاء بتراجع أعداد الاصابات بكورونا لأنها لم تنتهي حتى الآن، مضيفًا أنه وفقًا لمنظمة  cbc الامريكية فإنه يمكن لمن تلقى الجرعتين أن يتخلى عن إرتداء الكمامة في بعض الحالات منها الأماكن المفتوحة لوجود درجة أمان محددة.

وشدد عز العرب على ضرورة اتباع إرشادات منظمة الصحة العالمية بضرورة الالتزام بإرتداء الكمامة لمن لم يتلقى التطعيم بلقاح كورونا وتطبيق الاجراءات الاحترازية، وأهمية الحصول على اللقاح، لأنه رغم انخفاض أعداد الاصابات الا أن هناك حالات للاصابة وحالات موجودة بالمستشفيات بالفعل ومازال هناك حالات وفيات تحدث يوميًا بسبب كوفيد، ويجب أن نكون مستعدين جيدًا. 

أضاف أن اللقاح هو السبيل الوحيد للوقاية من كورونا وعلى سبيل المثال في مباراة مقامة في بريطانيا تم السماح بحضور 60 ألف من الجمهور الأمر الذي يحدث لأول مرة من 15 شهر تقريبًا منذ تفشي كورونا، ولم يك ليتم هذا الا لأن نسبة عدد المطعمين من السكان تخطى أكثر من 50%، ولكن في مصر من تلقى اللقاح تصل النسبة إلى 1% فقط ممن حصلوا على الجرعتين. 

وذكر ضرورة وجود حملات مكثفة من كافة الوزارات والهيئات ووزارة الصحة بضرورة التأكيد على أهمية التطعيم بلقاح كورونا وكذلك ضرورة إتباع الاجراءات الاحترازية، حتى نصل مثل بريطانيا وغيرها من الدول التي حققت النسبة المستهدفة من التطعيم والتي تخطت 30 % حيث يوجد قليل من الاطمئنان. 

أستاذ مناعة: شدة الموجة الرابعة تتناسب عكسيًا مع نسبة الملقحين 

وأكد  الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة، أنه رغم الانخفاض الملحوظ والمتوقع للمنحنى الوبائي الخاص بالموجة الثالثة لفيروس كورونا وانخفاض أعداد الاصابات بشكل ملحوظ، إلا أن التخفيف من الإجراءات الاحترازية والتهون في الحصول على لقاح كورونا أمر سلبي خاصة مع احتمالية دخولنا في موجة رابعة قد نتعرض لها في شهر أغسطس المقبل.

وتابع: مع ظهور سلالة دلتا التي بدأت في عدة دول ومنها العربية وتسببت في حدوث مشاكل كثيرة، وكذلك وجود سلالة جديدة تسمى إيبسلون وبدأت في التأثير على المجتمعات غير الملقحة وبخاصة فئة الشباب. 

وأوضح ابوعامر، في تصريح لـ"الدستور"، أن شدة الموجة الرابعة لفيروس كورونا ستتناسب عكسيًا مع مستوى التطعيم في الدولة، لذلك يجب التشديد على أهمية التسجيل للحصول على اللقاح لأنها الخطوة الأساسية في  مواجهة الجائحة والإسراع في زوالها و انتهائها، خاصة مع توافر كافة  اللقاحات المتاحة في مصر  الآمنة والفعالة. 

وشدد على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامة واستكمال الاخذ بالإجراءات الاحترازية الوقائية خاصة أن الوضع في مصر مازال وبائيًا، ولم يتم تطعيم سوا ما يقرب من 2% فقط من الشعب، لذلك يجب الاهتمام بتطبيق كافة الاجراءات الاحترازية، ولا يجب الالتفات للشائعات التي يروجها الكثيرين حول لقاح كورونا والتي تسري بطريقة مشتعلة ومحمومة وليس لها أي أساس علمي من الصحة بل تسعى لتخويف المواطنين لعدم الحصول عليه.