بين التسيس والفساد.. خبير عراقي يكشف أسباب تفاقم أزمة الكهرباء في بغداد
قال الدكتور نزار عبدالغفار السامرائي، المحلل السياسي العراقي، إن أزمة الكهرباء في العراق باتت من المشاكل المستديمة، التي لم يتم حلها رغم صرف الملايين من الدولارات على ذلك طيلة السنوات الماضية.
وأضاف السامرائي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن أزمة الكهرباء متعددة الأسباب، ولا يمكن أن نحددها بسبب دون غيره، ولكن يبقى الفساد والتسيس هو المهيمن كما صرح ذات يوم رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الذي أشار إلى أن أزمة الكهرباء مرتبطة بقرار سياسي، وهو ما رجحه أيضا المرشح السابق لرئاسة الحكومة والوزير لدورتين سابقتين محمد علاوي حين وصفها بأنها مؤامرة من بعض الأحزاب السیاسیة الفاسدة ومن یقف معھم ضد الشعب العراقي.
بداية الأزمة
وأكد السامرائي أن جذور الأزمة تعود إلى بداية التسعينات من القرن العشرين، حين قامت الولايات المتحدة وحلفائها ضمن ما يعرف بحرب الخليج الثانية، بقصف وتدمير جميع محطات انتاج الكهرباء في العراق تقريبا، مضيفا: "العراقيون استطاعوا وقتها إعادتها للعمل بشكل جزئي، ولكن بعد العام 2003 وأثناء الغزو الأمريكي للعراق تضررت محطات الكهرباء بشكل محدود، ورغم إعادة أعمارها إلا أنها لم تستوعب الإنفاق في الطاقة والذي زاد بدرجات كبيرة جدا نتيجة الاستيراد المفتوح، وارتفاع دخل الفرد العراقي وظهور المدن العشوائية والمجمعات الكبيرة التي زادت من استهلاك الكهرباء رغم بقاء الإنتاج على مستوياته السابقة او زيادته بنسب قليلة قياسيا بنسبة الاستهلاك.
خطط غير مدروسة
وأردف: "يضاف إلى ذلك ما جرى من خطط غير مدروسة ببناء محطات غازية لإنتاج الكهرباء، وهو الأمر الذي جعل العراق بحاجة إلى الغاز الذي يغذي هذه المحطات، ما دفعه إلى اللجوء لإيران لتزويده بالغاز، إضافة إلى ربطه بمنظومة الكهرباء الإيرانية التي عملت على بيع العراق الطاقة وفق عقود مع وزارة الكهرباء".
ونوه السامرائي بأن ذلك الأمر أدى إلى ضغوط جديدة منعت العراق من بناء محطات كبيرة لإنتاج الكهرباء أو استغلال الغاز المهدور بكميات كبيرة في حقول النفط، ولاسيما في محافظات جنوب العراق، مضيفا: "حيث يشير مراقبون إلى إيران بدأت تستعمل ضغوطها عبر المؤيدين لها في الدولة العراقية لمنع أية إمكانية لإعادة بناء منظومة الكهرباء وذلك كونها تستفيد من ذلك ببيع العراق الطاقة او الغاز، ما يساعدها على مواجهة الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة".
الضغوطات الأمريكية
كما رجح وفقا لآراء مختصين، أن الضغوطات الأمريكية أيضا أدت إلى منع شركة سيمنز الألمانية من الاستمرار بالعمل في تطوير منظومة إنتاج الكهرباء العراقية، في محاولة لاستبدال الشركة الألمانية بشركة جنرال موتورز الامريكية.
واعتبر المحلل السياسي العراقي، الهجمات التي تعرضت لها شبكات التوزيع الممتدة من شمال العراق إلى جنوبه وتفجير عدد من الأبراج التي تمتد في مناطق مختلفة من العراق، أدت إلى توقف تجهيز عدد من المحافظات بالطاقة الكهربائية وانهيار المنظومة بشكل عام.
محاولة عرقلة
كما نوه بأنه في الوقت الذي يأمل العراقيون أن يسهم الربط مع مصر عبر الأردن، أو الربط مع المنظومة الخليجية عبر السعودية بحلول لإزمة الكهرباء، إلا أن هذه المشاريع تجد من يقف بوجهها ويرفضها، الأمر الذي يحمل مؤشرات سلبية خطيرة قد تعرقل إنجاز المشروعات.