«شهادات مروعة».. مجازر الجيش الإثيوبى فى تيجراى لم تنته بعد
لم تتوقف إثيوبيا حتى الآن عن حربها التى تشنها على إقليم تيجراى، مخلفة العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح، وأطفال فقدت، وسط أزمة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المهدد بالمجاعة.
واستمرارا لمسلسل المجازر الدموية للجيش الإثيوبى فى تيجراى، نرصد من خلال التقرير التالى أبرز الانتهاكات الإثيوبية فى الإقليم.
الجيش الإثيوبى يستهدف أحد المقاهى فى تيجراى
فى بداية يونيو المنصرم شن الجيش الإثيوبى غارة جوية على إحدى المناطق فى الإقليم استهدفت إحدى الأسواق، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا.
وقال أحد المواطنين الإثيوبيين “كان كل شيء مغطى بالدخان الأسود، لقد كان الأمر أشبه بالجحيم”.
وبدأ المواطن يتذكر مشاهد الدماء التي تغطي الشوارع جراء ضربة جديدة للحكومة الإثيوبية على سوقا شعبية في إقليم تيجراي، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
ولقى 7 أشخاص في المقهى مصرعهم، وأصيب نحو 30 بجروح، بمن فيهم شقيقة وزوجة المواطن، التي أصيبت بحروق في الوجه واليدين والقدمين، بل يؤكد ما يرج أنه رأى عشرات الجثث في الخارج، ثم شاهد رعب الناجين الذين أدركوا أن الجنود الإثيوبيين يمنعون وصول المساعدات الطبية.
وأضاف في تصريحاته للوكالة الأمريكية: "نشعر بالغضب الشديد لأنه كان من الممكن إنقاذ الكثير من الأرواح".
شهادات مروعة
كما ظهرت شهادات مروعة عن مجازر الجيش الإثيوبي في تيجراي، عقب غارة جوية استهدفت سوقا مزدحمة في بلدة توجوجا.
وأكد مسؤولو الصحة سقوط 64 قتيلا على الأقل وإصابة العشرات خلال القصف.
ولقي الكثيرون حتفهم عندما منع الجنود الإثيوبيون الفرق الطبية من الوصول إلى الجرحى، أو من نقلهم إلى المستشفيات في العاصمة الإقليمية ميكلي.
ويزعم الجيش الإثيوبي أن الغارة الجوية استهدفت مقاتلين مسلحين في إقليم تيجراي، لكن شهادة الأطباء تؤكد أن الرجال المسلحين لم يكونوا في المنطقة يوم الهجوم، وأن معظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال.
وقال أحد المزارعين من تيجراي كان يشتري ملابس وقت الغارة: "لم يكن هناك أي مقاتلين في السوق، مؤكدا أنه رأى حوالي 60 جثة على الأرض بعد القصف".
إطلاق النار على المواطنين
فيما أظهرت خمسة مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى في مطلع مارس الماضي، رجالا مسلحين يرتدون زيا عسكريا، ويقتادون مجموعة من الرجال غير المسلحين، ويطلقون النار عليهم عن قرب ثم يرمون جثثهم من فوق حافة الجبل.
ووقعت تلك المجزرة بالقرب من بلدة مهبيري دييجو في إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا، وهي المنطقة التي يقاتل فيها الجيش الإثيوبي ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، التي كانت تحكم الإقليم قبل سيطرة القوات الإثيوبية عليه.
اليونيسف تتهم الجيش الإثيوبي باقتحام مكتبها في الإقليم
وفي سياق متصل، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، الأسبوع الماضى، بيانا اتهمت فيه الجيش الإثيوبي باقتحام مكتبها في ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي وتدمير بعض من معداتها وفقا لفرانس برس.
وقالت «اليونيسف» في بيانها: "إن أفرادا من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية دخلوا مكتبنا في ميكيلي بإقليم تيجراي في إثيوبيا وفككوا أجهزتنا المخصصة للاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية".
وتابع البيان"أولوية اليونيسف في تيجراي وسائر أنحاء إثيوبيا هي مساعدة الأطفال الأكثر ضعفا، بما في ذلك 140 ألف طفل يواجهون ظروفا قريبة من المجاعة. لسنا، ولا ينبغي أن نكون، هدفا لمثل هذه الهجمات".
خطف 500 شخص فى تيجراى واحتجازهم فى معسكرات..
بينما فى مايو الماضى، أكدت الأمم المتحدة، خطف قوات إثيوبية أكثر من 500 شاب وشابة من تيجراي واحتجزتهم في معسكرات.
وأعربت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، انذاك عن قلقها البالغ إزاء قيام القوات الإثيوبية باحتجاز المئات من الأشخاص في مخيمات النازحين في منطقة تيجراي، مشيرة إلى أن تلك المخيمات يجب أن تكون آمنة، وفقا لوكالة "رويترز" للأنباء.
واعتقلت القوات الإثيوبية قسريا 500 شخص من المخيمات المخصصة لنازحين في مدينة شاير شمالي تيجراي.
وقال الناطق باسم المفوضية، بابار بالوش، في إيجاز صحفي بمدينة جنيف السويسرية "نكرر مطالبتنا لجميع الأطراف بضمان حماية المدنيين بمن فيهم من نزحوا قسراً، من الضروري أن تدرك جميع أطراف الصراع السمة المدنية والإنسانية لأماكن النزوح".
وأضاف بالوش أن "الوضع مؤلم ليس فقط إلى أقارب المفقودين، بل لجميع المجتمعات النازحة المتواجدة في شاير".
بداية وتفاصيل القتال
وبدأ القتال في الإقليم في نوفمبر الماضي، بعد أن أطلق الجيش حملة ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، التي اتهمها رئيس الوزراء آبي أحمد بشن هجوم على قاعدة عسكرية للحكومة.
وتعارض الجبهة مساعي أحمد لزيادة نفوذ الحكومة الفيدرالية في الإقليم، وقالت إنها مصرة على استمرار المقاومة.
وقالت إدارة الإقليم المؤقتة إن الصراع أدى إلى تهجير مليوني شخص، في حين يحتاج أكثر من أربعة ملايين آخرين لمساعدات.