دلائل فقدان الجانب الأثيوبي التعامل الحكيم مع المنظمات الإقليمية والدولية
قال جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي المتخصص فى الشئون الدولية ، إن الجانب الاثيوبي يتبع دبلوماسية شعبوية لإرضاء الرأي العام المحلي في الداخل في حين أنها تهمل التعامل مع المجتمع الدولي والإقليمي بشكل يرتقي لحجم الأزمة التي سوف تسبب نتاج تعنتها فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وهذا يعبر عن فقدان أديس أبابا للحكمة الدبلوماسية مما يضعها مستقبلا في عزلة إقليمية في ظل أنها ترفض المرور في مسارات دبلوماسية وسياسية والتي تحتويها هذه المنظمات وهذا يظهر بشكل واضح في عدم رغبتها في الذهاب لمجلس الأمن أو رفضها لقرار جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة وهي الأمور التي تؤكد على عدم قدرة الجانب الإثيوبي على التعامل الحكيم مع المنظمات الإقليمية والدولية .
وأضاف رائف في تصريحات خاصة لـ"الدستور": مصر منذ بداية الأزمة وهى تتبع كافة الأدوات الدبلوماسية المتاحة للوصول إلى حل يضمن الأمن والسلم الاقليمي وانخطرت مصر في كافة نواحي التفاوض سواء في الإطار الثلاثي أو تحت مظلة الاتحاد الإفريقي أو عبر الوساطة بين واشنطن والبنك الدولي، ومؤخرا ذهبت ايضا إلى مجلس الأمن سعيا لإيجاد حل دبلوماسي يساعد على إنجاز اتفاق قانوني ملزم يضمن لاثيوبيا حقها في التنمية ويضمن لمصر حقها في الحياة، ومن ثم كافة هذه الخطوات تؤكد على سياسة مصر الشريفة والواضحة، الساعية لإيجاد حل يضمن الاستقرار في شرق القارة الإفريقية وهو ما قوبل بتعنت أثيوبي على طول المسار التفاوضي.
وتابع:"تمسك مصر بالمسار الدبلوماسي يأتي من القوة والقدرة المصرية التي تمكنها من التفاوض استنادا لتوافر الإرادة السياسية الغائبة عند الطرف الإثيوبي، كما يحسب لمصر استطاعتها تسخير كافة مفردات قواتها الشاملة لخوض تلك المعركة التفاوضية التي تمتدت إلى نحو عقد وهو ما يبرهن على عدم تنازل مصر بشكل قاطع عن حقها المشروع والطبيعي في مياة النيل وهو الحق الذي تحافظ عليه الإرادة المصرية."