كواليس الخلاف الكبير بين عبدالحليم حافظ ومحمد فوزى
كشفت مجلة الشبكة اللبنانية كواليس الخلاف بين الفنانين محمد فوزي، وعبد الحليم حافظ وتسبب في خصام دام لفترة بينهما، قبل أن يعود الأول ويصالح العندليب الأسمر في زيارة خاصة له بالإسكندرية.
وحسب المجلة، ظهر محمد فوزي في عالم الغناء والسينما قبل الفنان عبد الحليم حافظ بعدة سنوات، وكانت علاقتهما منذ تعارفهما علاقات زمالة حسنة، لكن حدث عندما لازم محمد فوزي الفراش في بداية مرضه أن جاء الفنان عبد الحليم لزيارته ومعه عدد من المصورين، وظن فوزي أن العندليب يريد أن يصنع دعاية لنفسه عن طريق استغلال زيارته له فرفض استقباله، وغضب الأخير وامتنع عن زيارة محمد فوزي، لكن بعدها عندما عاد فوزي من رحلة العلاج من أميركا وألمانيا، توجه إلى حليم بالإسكندرية ليسامحه، وتم الصلح بينهما هناك.
ومحمد فوزي كان أستاذ حليم في الموسيقى وأحد جنود فرقة المطافئ في طنطا فهو الذي علّمه العزف على العود، وأصول الغناء، كما علّمه بعض الأغنيات والتواشيح القديمة، وبعد ذلك انطلق في طريق الفن، فصار يلحن القصائد المقرّرة على طلبة القسم الأدبي في المدرسة، ثم أخذ يغني في الحفلات والمهرجانات المدرسية، وذاعت شهرته في كل أنحاء محافظة الغربية.
الرسالة الأخيرة لفوزي
وفي سياق آخر، نشرت المجلة نص الرسالة الأخيرة للفنان محمد فوزي والتي كتبها قبل وفاته بساعات قليلة، أوحى فيها بقرب نهايته وشكى من المرض الحاد الذي يتعرض له، وآلامه التي تتزايد من حين لآخر، وحالته السيئة التي فقد فيها وزنه بشكل مؤلم.
وقال الفنان الراحل في رسالته: "منذ أكثر من سنة تقريبًا وأنا أشكو من ألم حاد في جسمي لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم، والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التي أجريت لي، كل هذا يحدث والألم يزداد شيئًا فشيئًا، وبدأ النوم يطير من عيني، واحتار الأطباء في تشخيص هذا المرض، وأنا أحاول إخفاء آلامي عن الأصدقاء إلى أن استبد بي المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزني ينقص، وفقدت فعلًا حوالي 12 كيلو جرامًا، وانسدت نفسي عن الأكل حتى الحقن المسكنة التي كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمى يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فيّ، وبدأ الأهل والأصدقاء يشعرونني بآلامي وضعفى، وأنا حاسس أني أذوب كالشمعة".
وتنبأ بقرب موته في رسالته، كما أبدى رضاه عن دوره تجاه بلده: "إن الموت علينا حق، إذا لم نمت اليوم سنموت غدًا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي، وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، لكن إرادة الله فوق كل إرادة، والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرًا في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة، تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرًا تحياتي لأولادي وأسرتي".
واختتم الرسالة: "لا أريد أن أُدفن اليوم، أريد أن تكون جنازتي غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة"، لكن الموت لم يمهله وقتًا آخر ليتوفى في اليوم نفسه الذي كتب فيه رسالته، وهو يوم الخميس الموافق 20 أكتوبر 1966، عن عمر ناهز الـ48 عامًا.