رسائل دون كلمات.. لوحات ناطقة على وجه لولا الطحان (صور)
رسائل دون كلمات، ورسومات تبحث من خلالها الفتاة عن التعبير عن أشياء بداخلها، فيتحول وجهها إلى لوحات فنية تبعث المُراد قوله دون أن يلفظ به لسانها.. المُهمشون كان لهم رسومات من بين اللوحات الناطقة التي ترسمها لولا الطحان على وجهها، لتُحارب التنمر الذي يتعرضون له، بمُبادرة دعم تتناغم على ملامح وجهها.
«لولا» صاحبة الـ 26 عامًا، اختارت «الرسم على الوجه» فنًا لها، لتسلك به طريقها نحو أمنيات تأمل من خلالها أن يرتبط اسمها بهذا الفن.. «من صغري وأنا أحب الرسم، وكنت أشارك في مسابقات في المدرسة، لكنني بعُدت بعض الوقت فترة الجامعة، لكنني عدت بدخول مجال الميكياج، وبالبحث حوله وجدت أجانب يعملون في مجال الرسم على الوجوه، فبدأ شغفي يكبُر حول هذا الفن، وكنت أتسائل كيف يُمكنهم فعل ذلك.. أسئلة كثيرة كانت تدور بداخلي، والحقيقة أن أول تجربة ليّ على وجهي، كانت إبان أزمة انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، وأحببت أن أُجسد هذا على وجهي، ورسمت علم لبنان، وكتبت سماء بيروت تحترق» ـ هكذا تقول.
تُضيف لولا الطحان: بدأت أتابع مدونين أجانب.. وأُعلم نفسي بنفسي، وكان زوجي يدعمني، ووالدي ووالدتي، وأشقائي.. دعموني بشكل كبير للغاية.. أنا أعرف أن هذا المجال ليس معروفًا بشكل كبير في مصر، لكنني أحلم أن أكون من أوائل الناس في هذا المجال، وأن يرتبط اسمي بدخوله مصر.. أنا أحب النجاح جدًا، ولا أحب الفشل في أي شئ، خاصة في ظل دعم زوجي ووالداي، وفخورين بيّ وبنجاحي.
«كانت هناك مشكلة تواجهني، وهو أن المواد المستخدمة في هذه الرسومات غالية الثمن، وليس كل الأشياء التي نحتاجها يُمكن أن نجدها في مصر، ولهذا بدأت أن أعمل باثنين أو ثلاثة من الأولوان أو أدمج الأولوان ببعضها وأصنعها بنفسي، وكنت أتابع خبرات الأجانب في هذا التحدي، وماذا يفعلون في هذه المشكلة» تقول لولا، موضحة أن زوجها كان يُساعدها كثيرًا في البحث عن الألوان التي تحتاج إليها.
قابلت الفتاة انتقادات من البعض على ما تقوم به، لكنها رفضت التراجع عن فنها المحبب، كما ساهمت برسومات لدعم ضحايا التنمر.. «شاركت في حملة لدعم مرضى البهاق ضد التنمر بهم، وحولت وجهي كما لو كنت مصابة بالبهاق، ومن كثرة إتقان الرسمة، اعتقد البعض أنني مصابة فعلًا، ولاقت دعمًا كبيرًا بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.. كما حولت وجهي للون الأسمر دعمًا لمن يُواجهون التنمر بسبب لون بشرتهم».
بدأت شهرة «لولا» تزداد أكثر فأكثر، وبدأ الجمهور يهتم لما تفعله، فكان حافزًا للفتاة أن تستمر في خُطاها نحو التطوير من نفسها.. «أسعد لحظاتي؛ حينما يُرسل ليّ أحدهم مشيدًا برسوماتي.. خاصة أن رسائل تأتيني من أشخاص أجانب من دول مختلفة.. كان من بينهم الشركة التي أعمل بالألوان التي تُصنعها.. أرسلوا ليّ رسالة تشجيعية، وكانت بالنسبة ليّ نجاح» ـ هكذا تقول.
تقول الفتاة إن فن الرسم على الوجه، يعملون به خارج مصر في أغلب الأعمال السينيمائية والمسرحية، ويتجزأ منه أشياء كثيرة، من بينها فئة الرعب والخداع البصري، والرسومات ثلاثية الأبعاد.