رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عباس: نضع كل السيناريوهات بناء على نتائج جلسة مجلس الأمن

السودان: نمتلك عدة خيارات للتعامل مع الملء الثانى لسد النهضة

سد النهضة
سد النهضة

أعلن وزير الري السوداني ياسر عباس، اليوم الإثنين، أن بلاده أجرت سلسلة اتصالات قبيل جلسة مجلس الأمن بشأن سد النهضة، متوقعا أن يأخذ مجلس الأمن بالاعتبار مطالب السودان.

وقال عباس، في مؤتمر صحفي بشأن سد النهضة قبيل مغادرته إلى نيويورك ليلحق بوفد بلاده قبيل جلسة مجلس الأمن المقررة الخميس المقبل: "سنطالب إثيوبيا في مجلس الأمن بوقف الإجراءات الأحادية".

وأضاف: "نضع كل السيناريوهات بناء على نتائج جلسة مجلس الأمن، ونأمل باستجابة المجلس لمطالبنا لوقف تهديد الأمن الإقليمي".

وأوضح عباس "نمتلك عدة خيارات للتعامل مع الملء الثاني لسد النهضة، وسنعلن خياراتنا في الوقت المناسب للتعامل مع الملء الثاني للسد".

وأكد وزير الري السوداني أن ملف سد النهضة أصبح يهدد السلم والأمن الإقليميين، محذرا من أن الملء الثاني لسد النهضة قاب قوسين ولدينا خيارات عديده سنعلن عنها لاحقا.

يأتي المؤتمر الذي عقده وزير الري السوداني، بعد أن شدد خلال لقائه بمكتبه السفيرة الفرنسية إيمانويل بلاتمان، والتي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس الأمن ملف مفاوضات سد النهضة والمعوقات التي تقف حجر عثرة فيها.

وأفاد عباس بأن السودان دعم سد النهضة من الوهلة الأولى، لأن لإثيوبيا الحق وفق القانون الدولي للمياه وللفوائد المتوقعة للسودان من السد، مشيرًا إلى أن المفاوضات محصورة في عملية الملء والتشغيل فقط خلال ما يقارب 10 سنوات، ولكن إثيوبيا غيرت موقفها من شهر يوليو 2020، وبدأت تتحدث عن حصص مياه، وهذا ما رفضه السودان بصورة واضحة باعتبار أن المفاوضات للملء والتشغيل فقط. 

وسرد عباس للدبلوماسية الفرنسية سير المفاوضات تحت مظلة الإتحاد الإفريقي من شهر يونيو 2020 وحتى فبراير 2021، موضحا أنه عندما بدأت المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الإفريقي كانت نسبة القضايا المتفق عليها بين الدول الثلاث وبشهادة الاتحاد الإفريقي نفسه، 90 %، والآن بعد نهاية جولات التفاوض زادت نسبة القضايا المختلف عليها، مبينا أن السودان اقترح الوساطة الرباعية والتي وافقت عليها مصر ورفضتها إثيوبيا لدفع عملية التفاوض، مؤكدا أن الرباعية ليست بديلة للاتحاد الإفريقي.

وأبلغ وزير الري السوداني السفيرة الفرنسية بأن السودان لن يدخل في أي جولات تفاوض ما لم يتم الاتفاق على تغيير منهجية التفاوض، وأن يتم منح دور أكبر للمراقبين والخبراء، ورأى أن قضية سد النهضة تعقدت وأصبحت سياسية أكثر من كونها فنية.

ونقل عباس للسفيرة الفرنسية مخاوف السودان من أن تتحول فوائد سد النهضة إلى أضرار وكوارث إذا لم يتم توقيع اتفاق قانوني، مؤكدا أن إثيوبيا اتخذت بالفعل قرار الملء في يوليو، وذلك بالبدء في البناء في الممر الأوسط مع وجود فتحتين سفليتين متوسط تصريفهما 90 مليون متر مكعب في اليوم.

وكشف أن هناك تحوطات فنية اتخذتها الوزارة لتقليل آثار الملء الأحادي خلال يوليو الحالي، وذلك بالمحافظة على مخزون مليار متر مكعب في خزان الروصيرص وتغيير تشغيل خزان جبل أولياء لأول مرة وعدم تفريغه لأدنى منسوب.

وقال إن هذه التحوطات لها آثار على التوليد الكهرومائي، وتم اتخاذها لعدم توفر أي معلومات أو تبادل للبيانات مع إثيوبيا،  وهذا هو السبب الذي يدعو السودان للمطالبة بتوقيع اتفاق مع الجارة إثيوبيا.

وطالب وزير الري السوداني بضرورة ممارسة الضغوط الخارجية على إثيوبيا حتى لا يتم الملء من جانب واحد،  وأن تعود إثيوبيا للمفاوضات للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

ويغادر عباس، اليوم الإثنين، إلى نيويورك، ملتحقًا بوفد السودان للمشاركة في جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة بشأن سد النهضة الإثيوبي.

وسيجري عباس ووزيرة الخارجية السودانية سلسلة اجتماعات مع عدد من نظرائهما بالدول الأعضاء الدائمين وغير الدائمين بمجلس الأمن قبيل انعقاد الجلسة بهدف تنسيق الجهود والمواقف.

وسينقل الوفد السوداني خلال الاجتماعات، موقف الخرطوم من السد وما يشكله من تهديدات على حياة 20 مليون سوداني بجانب المخاطر المترتبة على منشآته المائية.

ويأمل السودان في استقطاب الدعم لموقفه الداعي لإجراء عملية فعالة لتسوية المنازعات حول المسائل المعلقة، وإبرام اتفاقية ملزمة ومنصفة ومستدامة ومقبولة للأطراف الثلاثة.