«أيام زمان».. تعرف على حكاية عشق أنور وجدي لـ «فتاة السيرك»
كتب الفنان أنور وجدي مقالا غريبا لمجلة الكواكب نشر عام 1952 تحت عنوان "النار في قلبي" يحكى فيه موقفا محرجا ظل يعلق في ذاكرته لفترات طويلة، ويتحدث فيه عن موقف محرج تعرض له.
قال أنور وجدى في مقاله إنه كان مع عدد من أصدقائه يسهر فى حفلة راقصة، ووقعت عيناه على فتاة جميلة وجدها تنظر إليه فأعجب بها، ونهض ليدعوها للرقص معه، فاستجابت الفتاة، ورقص معها وتعلق بها وازداد إعجابه بها، وبعد انتهاء الرقصة عاد إلى أصدقائه ليحكى لهم عن جمال الفتاة وورقتها فى الحديث معه، ثم طلبها لرقصة أخرى فاستجابت، وتواعدا أن يلتقيا فى هذا المكان باليوم التالى.
وتكرر ما حدث من رقص وإعجاب فى الليلة الثانية حتى نصحه أصدقائه أن يتقدم للفتاة ويعرض عليها الزواج، وبالفعل أثناء الرقص تحدث أنور وجدى مع الفتاة فى موضوع الزوج، ولكن وجهه تغير وعاد حزيناً مصدوماً إلى مائدة اصدقائه، فظلوا يسألونه عما حدث.
أصدقاء أنور وجدي سألوه إن كانت الفتاة رفضت عرضه بالزواج ، فأجاب بالنفى، فسألوه هل اكتشفت أنها متزوجة، فأجاب بالنفي أيضا، فقال له ثالث :"متتكسفش هى رفضت علشان حالتك المادية مش ولا بد"، فأجاب بالنفى أيضا، وطلب منهم مغادرة المكان.
وبمجرد أن خرجوا قال لهم :"انتو عارفين سيرك عمار؟ "، فأجابوا: "أيوة اتفرجنا عليه أكتر من مرة"، فقال لهم أنور وجدى :" فى هناك بنات حلوين خالص، مظبوط"، فأجاب أصدقاؤه: "مظبوط جداً"، وأضاف :"وكمان فى شباب فى منتهى الرشاقة والجمال؟"، فأجاب أصدقاؤه: "ده صحيح".
وكانت الصدمة حين أخبرهم أنور بأن حبيبته التى رقص معها وعرض عليها الزواج ضمن هؤلاء الشباب الذين يعملون بهلونات فى سيرك عمار.
يذكر أن أنور وجدي ممثل ومخرج ومنتج مصري من أصول سورية. كان من نجوم السينما المصرية ومن كبار صناعها منذ بداية الأربعينيات وحتى رحيله في منتصف الخمسينيات، كتب وأنتج وأخرج العديد من أفلامه التي كان نجمها وبطلها الأول مثل ليلى بنت الفقراء وطلاق سعاد هانم وأربع بنات وضابط، كما أنتج وأخرج وكتب أفلاماً لنجوم آخرين مثل ليلة الحنة. ويعد أنور وجدي الممثل الوحيد الذي مثل مع ثلاثة من أهم نجوم الغناء وهن أم كلثوم، وأسمهان، وليلى مراد.
بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح وعمل لفترة بفرقة رمسيس المسرحية، ثم اتجه للسينما. أول فيلم عمل فيه أنور وجدي كان بعنوان جناية نص الليل للمخرج محمد صبري إنتاج عام 1930. قدم بعد ذلك فيلم أولاد الذوات (1932)، والدفاع (1935)، وبياعة التفاح (1939)، وانتصار الشباب (1941)، وليلى بنت الريف (1941)، واشتهر في تلك الفترة بدور الشاب الثري المستهتر. تعامل أنور وجدي مع مجموعة من أهم مخرجين تلك الفترة، منهم أحمد جلال وأحمد سالم وتوجو مزراحي وأحمد بدرخان.
أسس أنور وجدي شركة الأفلام المتحدة للأنتاج والتوزيع السنيمائي عام 1945 وقدم من خلالها حوالي 20 فيلم من أشهرها سلسلة الأفلام التي قام ببطولتها مع ليلى مراد (قلبي دليلي (1947)، عنبر (1948)، غزل البنات (1949)..وأفلام أخرى)، وقدم أيضا الطفلة المعجزة فيروز في ثلاثة أفلام من أنتاجه (ياسمين (1950)، فيروز هانم (1951)، دهب (1953). وكان فيلم أربع بنات وضابط (1954) آخر الأفلام التي أنتجها.
اشترك أنور وجدي في 6 أفلام من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهم العزيمة (1932)، غزل البنات (1949)، ريا وسكينة (1953)، أمير الانتقام (1950)، الوحش (1954)، غرام وانتقام (1944)، وكان بطلا في 4 أفلام منهم.
تزوج أنور وجدي 3 مرات (إلهام حسين، ليلى مراد، ليلى فوزي)، ولم ينجب أولاد. بعد رحلة مع المرض توفى أنور وجدي عام 1955 وترك خلفه ما يقرب من 70 فيلم.