البنتاجون: الجيش الأمريكى سيحتفظ بسلطة حماية القوات الأفغانية
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم الجمعة، أن الجيش الأمريكي سيحتفظ بسلطة حماية القوات الأفغانية.
يأتى ذلك في الوقت الذي تواصل فيه حركة طالبان تقدمها على الأرض بهدف الاستيلاء على مناطق جديدة والتسبب في انهيار الحكومة الأفغانية بعدما فرضت سيطرتها على مناطق في شمال شرق البلاد.
عادت حركة طالبان لتفرض نفسها بقوة في أفغانستان مع نهاية عملية انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من البلاد. وأصبحت حركة طالبان منتشرة في غالبية الأقاليم وهي تطوق العديد من المدن الكبرى كما كان الحال في التسعينيات. ومع تضاعف انتصاراتها العسكرية، أصبح احتمال وصولها إلى السلطة من جديد في الأشهر القليلة المقبلة واردًا وليس من ضرب الخيال.
من جهتها، وأمام الخطر الذي تمثله طالبان، قررت الداخلية الأفغانية الثلاثاء الماضي إنشاء ما سمته بـ"قوة للرد السريع" التي تضم نحو 4000 مقاتل ويقوم بتسييرها وتدريبها جنرالات متقاعدون. وستقوم هذه القوة بمواجهة طالبان عسكريًا رفقة الجيش الأفغاني.
وتأتي هذه الاستعدادات العسكرية في وقت لم تفض فيه المحادثات التي جرت في قطر بين ممثلين من حركة طالبان والحكومة الأفغانية إلى نتائج ملموسة. ميدانيًا، تجدد القتال بين الطرفين منذ شهر مايو السابق، ما أدى إلى سيطرة طالبان على جنوب البلاد باستثناء المدن الكبرى فضلًا عن التقدم الذي أحرزته في شمال شرق البلاد على الحدود المتاخمة لطاجكستان.
ويتوقع أن تنتهي عملية إجلاء جميع الجنود الأمريكيين المتواجدين في أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل وفق الروزنامة التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن. لكن يبدو أن تاريخ نهاية هذا الإجلاء بات أقرب زمنيًا حسب مسئولين أمريكيين.
بدورها، أعلنت ألمانيا إنهاء عملية انسحاب قواتها العسكرية من أفغانستان، شأنها شأن إيطاليا التي أكدت أنها قامت بإعادة جنودها إلى أرض الوطن في إطار خطة انسحاب القوات العسكرية التابعة لمنظمة الحلف الأطلسي (الناتو).
ويرى الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة "السوربون" بباريس جيل دورونسورو، الذي ألف كتابًا عنوانه "الحكومة الأفغانية والهزيمة المتوقعة" (دار نشر كارثالا) أن انهيار النظام الأفغاني هو مسألة وقت فقط.
ولقد نجحت لغاية الآن في خطتها. والدليل على ذلك سيطرتها على حوالي 75 بالمئة من مساحة البلاد، فيما بسطت سيطرتها منذ بداية السنة على 70 مقاطعة من بين المقاطعات الـ370 المتواجدة في أفغانستان.
ويتوقع أن تقوم طالبان بكل ما في وسعها للاستيلاء على عواصم الأقاليم. والسيناريو المرجح يتمثل في عزل المدن والسيطرة على جميع وسائل الاتصال التي تربط هذه المدن فيما بينها لكي تفلت من السيطرة الحكومية. وفي حال تمكنت طالبان من الاستيلاء على هذه المدن، فهذا يمكن أن يقود إلى انهيار الحكومة.
والتطور الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك، هو إما انهيار الحكومة الأفغانية كليًا أو دخول طالبان في محادثات مع القوى السياسية الحكومية من أجل الذهاب نحو مرحلة انتقالية سلمية، الأمر الذي سيسمح لها بالسيطرة على أكبر المدن والعاصمة كابول دون أية مواجهة عسكرية، مع العلم أنه من الصعب جدًا السيطرة على كابول لأسباب تقنية.