أحمد عرفات: مصطلح «المرأة مكانها المطبخ» غير إنساني.. والنسوية ليست حكرا على إناث أو ذكور
«رجل فيمنست».. 10 أسئلة مثيرة للجدل عن النسوية وحقوق المرأة (حوار)
مع كل انتصار قانوني جديد لصالح النساء، أو أزمة تشعرهن بالخزي سواء في مصر أو أي دولة عربية تتصدر منشوراته مواقع التواصل الاجتماعي، والمجموعات النسوية الإلكترونية؛ فبرغم عمره الصغير البالغ 21 عاما، إلا أن كتاباته تلخص الكثير من الأفكار المعقدة حول الحقوق والحريات، وأهمية احترام المرأة، بطريقة بسيطة تلفت أنظار الشباب الذين يتفاعلون معها، ويخبرونه في الكثير من الأوقات بتأثيره على أفكارهم، وتغييرها للأفضل.
نجح أحمد عرفات، الطالب بكلية التربية في عامه الثالث، فيما فشل فيه الكثيرون من تلخيص وتبسيط أفكار معقدة عن النسوية، والحريات المطروحة على الساحة، لكنها محل جدل دائم لا ينتهي.
من هنا كان لنا معه هذا الحوار لتوضيح أفكاره بشكل أكثر دقة.
في البداية.. أخبرنا عن اهتماماتك؟
أنا مهتم بالكتابة والتدوين عن الحقوق بشكل عام، وهذا يرجع إلى تربيتي، وإلى فضل أمي التي علمتني احترام الآخر، وأن كل البشر سواسية بالحقوق، وأطمح بأن أصبح كاتبًا يكون كلامي مؤثرًا في المجتمع.
ماذا تعني النسوية ببساطة؟
“النسوية” وعي وقوة، وما هي إلا ردة فعل على تطرف الذكورية، بمعنى.. جرائم كالتحرش والإغتصاب وقتل الإناث باسم (الشرف)، والتعنيف، وزواج القاصرات، والختان والطلاق الشفوي، كل هذا أنتج الحركة النسوية كردة فعل على هذا التطرف بهدف المطالبة بقوانين رادعة، ومساواة وعدالة بين الكل.
ما تأثير السوشيال ميديا على القضايا النسوية؟
السوشيال ميديا سلاح قوي وفعال لو تم توجيهه بشكل صحيح، الملايين من الشباب والكبار يتصفحونها يومياً. أنا مؤمن بأن فكرة أو جملة أو حتى كلمة يمكنها تغيير إنسان. لهذا السبب أوجه الكثير من وقتي على السوشيال ميديا (للإصلاح)، مثل نشر مجموعة كتابات بعنوان "بديهيّات إنسانية وحقوقية".
كيف تستكمل كتاباتك برغم الانتقادات؟
رحلتي في السوشيال ميديا مستمرة، لأن أصبح لدي الكثير من المتابعين الذين يخبرونني بتغير أفكارهم بسبب كلامي، على الأقل أصبح لديهم (أ.ب بديهيّات احترام الآخر).
لماذا من الهام أن يؤمن الشباب بالأفكار النسوية؟
لأن من مصلحتي كشاب وجود عدل ومساواة، ووجود فرص متكافئة بين الجنسين، وليست امتيازات ذكورية غير مستحقة ومأخوذة فقط لمجرد كوني ذكر.
كما أن فكرة مكان الراجل “الشغل والفلوس” طول الأسبوع بدون راحة، والمرأة مكانها “المطبخ والكنس” في البيت، كلها أفكار غير إنسانية وحضارية، لأن الحياة مشاركة.
ما رأيك في الجدل حول أغنية "عشان تبقي تقولي لأ" لتميم يونس؟
أغنية ترسخ العنف المبطن، والشباب استخدموا كلماتها في كوميكس وميم به تعنيف للمرأة، أما صاحب الأغنية له تاريخ مع التحرش والاغتصاب الزوجي، وهناك الكثير من الشهادات ضده، ووجود الأغنية كان خطأ كبير خصوصاً في مجتمعنا المصري الذي ينتظر أفراده أي شيء يشجعه على التعنيف والتحرش.
أصبح مصطلح النسوية و"الفيمنست" مسارًا للسخرية.. لماذا؟
لأن بعض النسويات شايفين أي ذكر "سيء" وكأن النسوية ملك لهم وحدهم، ونسيوا أن النسوية حركة سياسية إنسانية حقوقية قائمة على نبذ عدم المساواة، والمطالبة بقوانين رادعة وعدالة ومساواة كاملة، وإنها ليست حكرًا على إناث أو ذكور.
هل توجد مفاهيم غائبة عن الشباب الصغير حول الحقوق والنسوية؟
بالطبع هناك الكثير من المفاهيم الغائبة عند شباب الـ20، وكلها بديهيات مثل احترام الآخر، وعدم التدخل في شئون الغير، وإن قلة الاحترام تحت بند "الهزار" ليست "شطارة"، وإن ليس كل شاب تحدث عن حقوق الإنسان والمرأة لابد يكون سيء شبههم".
الطبيعي أن يرغب الإنسان في أن يكون مجتمعه أجمل مجتمع في الدنيا لأن بلدنا وكل الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا وكل الدول اللي فيها عدم مساواة تستحق الأفضل.
ما رأيك في دور الفن الحالي في ترسيخ الأفكار المغلوطة عن النساء؟
المسلسلات والأفلام والفن بشكل عام مرآة المجتمع، إذا كان المجتمع إنساني سيصبح الفن إنساني، لو المجتمع يحتقر المرأة، سيصبح الفن في مجمله أو أغلبه يفعل الشيء نفسه.
وفي الوقت الحالي أصبحت المسلسلات والأعمال الدرامية في الشرق الأوسط تفعل ما يرغبه المجتمع من تسلط وتحقير ضد النساء.
لا يزال هناك من يخلق مبررات للتحرش وجرائم العنف ضد النساء. فما رأيك؟
التحرش والاغتصاب، والاغتصاب الزوجي، والتعنيف، وجرائم اللاشرف، وزواج القاصرات، والختان، والعنف بكل أشكاله جرائم لا يصح معها نقاش أو إيجاد مبررات، كل ما نحتاجه هو عقوبات رادعة ضدها، وقوانين تحمي الضحايا منها، فهذه بديهيات لا تقبل الرأي والرأي الآخر.