عصير الكتب تنهى التعاقد مع مؤلفها.. حكاية الرواية التى ظلمها الغلاف
في واقعة غريبة؛ أنهت دار عصير الكتب للنشر والتوزيع تعاقدها مع الكاتب الشاب محمد البشير مؤلف رواية "بئر أبناء الرب" الصادرة عام 2019، بعد أن عبر عن استيائه من الظلم الذي وقع على الرواية بسبب الغلاف، لأنه أعطى انطباعًا أن العمل فانتازي، على عكس مضمونها تمامًا.. فما القصة؟
كتب البشير منشورًا عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كالتالي: الرواية التي ظلمها الغلاف.. التعامل مع دور النشر الكبيرة هدف لكل الكتاب تقريبًا، خصوصًا لما تكون الدار في حجم وسمعة وشعبية عصير الكتب.. للأمر جوانب سلبية تنغص الفرحة بالتعامل مع دور بذلك الحجم، لكن الإيجابيات أكبر، واسمك وهو مطبوع على غلاف عليه لوجو دار كبيرة بيداعب وتر الغرور والاستحقاق اللي جوه كل كاتب طَموح، لكن.. ماذا لو أن هذا الغلاف أساء الترويج للعمل؟
وتابع: غلاف "بئر أبناء الرب" كـ عمل فني، فهو أحد أهم العوامل اللي شدت القراء له.. لكن أي شريحة من القراء؟ شريحة مغايرة للي الرواية موجهة في الأصل لهم.. الغلاف أعطى انطباعًا أن العمل - كأغلب أعمال الدار في تلك الفترة - فانتازي صرف + رعب!!.. جذب القارئ الذي يتشوق لمعرفة سر ذلك البئر الملعون، وتلك العين اللي مرسومة على الغلاف، وذلك الأحمر القاتم الذي يشير حتمًا إلى الدماء التي تسيل أنهارا نيهااانيعهااهاهاهاها.. احمم.. أقصد أنه جذب شريحة من القراء كل ما لفت نظرها في الرواية هو بئر غامضة وأمم تتقاتل وجنية وعنقاء! أما الشريحة التي قصدت أن أكتب لها، وخاطبتها في النبذة التي تعمدت أن أؤكد فيها أن حكايتنا ليست هزلًا، ليست مزحة، ولا عرضًا للتسلي.. فللأسف لم أنجح في الوصول إلا إلى القليل منهم.
وأضاف: أنا لا أقول إن الرواية "مفيش منها اتنين"، بل إني حين أقرأها اليوم أكاد أشعر بالخجل من سوء كتابة بعض المقاطع أو لسذاجة بعض الأفكار.. ما أقصده هو أن التعامل مع الدور الكبيرة في بعض الأحيان يقيدك، يضعك في إطار ليس لك.. القارئ لأعمالي المنشورة جميعًا: خضر ابن مداح النبي فـ المعتقل والدنيا نهار بئر أبناء الرب، أغنيات إلياسين وتغريبة آل غسان أيضًا، يجد أن العامل المشترك بين جميعها: الحديث السياسي، واختتم كلامه قائلًا: وعلى هذا كانت لديّ صورة أخرى لغلاف "بئر أبناء الرب"، لكن لم يكن لي رفاهية رفض الغلاف الذي تم تصميمه ونال الإعجاب في ظل ضيق الوقت أثناء زخم تجهيزات معرض ذلك العام وقلة نصيبي من الاهتمام مقابل كتاب الدار.. والله المستعان.
ليتفاجأ البشير برسالة من دار عصير الكتب عبر "فيسبوك" جاء مضمونها: "اعتبر العقد اللي بنا منتهي.. تقدر تنورنا بعد المعرض وتنقل كتبك، وأتمنى تلاقي الدار اللي تعملك الغلاف اللي يليق بيك ويوصلك للشريحة اللي تتمناها من قرائك.. بالتوفيق إن شاء الله".