مؤمن سمير: العنوان مكوّن عضوي في بنية العمل الفكري أو الإبداعي
العنوان هو أولى عتبات النص والمدخل الرئيس لما يتضمنه متن العمل الإيداعي ويمثل أحدى ابرز أدوات الكاتب في تقديم منجزه الإبداعي والفكري بعبارات مكثفة للإشارة لما يحتوية جسد النص في مختلف المجالات سواء فكرية أو إبداعية علمية أو حتى سياسية.
عن أهمية وضرورة العنوان يقول الكاتب والشاعر مؤمن سمير لـ"الدستور"،:"العنوان مكون عضوي في بنية العمل الفكري أو الفني أو الإبداعي المتمثل في الكتاب، حيث يقوم بعدة أدوار مركبة منها اضطلاعه بوظيفة اللافتة الأولى أو العتبة أو نقطة العبور الأولية للعمل وعلى هذا فمن الأفضل أن يصاغ بطريقة تحمل روح العمل ككل أو تعبر عنه بجلاء أو حتى يتم باختيار وانتقاء إحدى وحدات العمل البنيوية ويعبر عنها هذا العنوان فيكون سفيراً لتلمس باقي الوحدات.
يتابع مؤمن:"كذلك يمكن أن يكون سؤالاً بطريقة ما للعمل وفلسفته ورؤاه ويمكن أن يكون وحدة في حد ذاته تعمل على التوازي مع العمل للوصول إلى الحالة الإبداعية ومراميها وطموحها الإبداعي وهكذا.
ويشير: "لأن الكتاب في النهاية منتَج يطرح في سوق تهدف للتربح، وجدنا هذا العضو المهم في جسد التجربة المكونة من التأليف والطباعة والنشر،صار يتعرض للأسف لعمليات لَيّْ العنق بغية الترويج وبيع هذا المنتَج فصرنا نجد عناوين يفرض الناشرون على كتابها تخفيف لهجتها، والعكس كذلك، نجد كتباً بعناوين أكثر أَلَقاً مما يحتمل الكتاب وموضوعه وطموحه القليل، أو أن يشترط الناشر أساساً تغيير العنوان الذي ارتآه المؤلف.
ويختم مؤمن حديثه: "هل يستجيب الكُتَّاب لهذا التدخل في رؤاهم؟ الحقيقة، الغالبية تستجيب بغية نشر الكتاب والفرح به أو التخلص من وجوده الضاغط كمخطوط بمستقبل غامض.