رصد بقمر صناعى.. تقرير يكشف أسباب كارثة انهيار «برج ميامى» فى أمريكا
على الرغم من استمرار عناصر الإنقاذ في البحث عن ناجين تحت أنقاض البرج السكني المنهار بولاية فلوريدا الأمريكية، تزداد الضغوط التي تمارسها عائلات قاطني البرج للحصول على إجابات بشأن كيفية وقوع الكارثة.
وانهار جزء من المجمع المطل على المحيط فجأة مساء الخميس، وتحولت 55 شقة إلى كومة من الغبار، ولا يزال 159 شخصا في عداد المفقودين.
وكان سقف المبنى المنهار يخضع لأعمال تصليح، لكن مسئولي المقاطعة شددوا على عدم وجود ما يؤشر إلى علاقة سببية بين أعمال التجديد والانهيار الذي بلغت حصيلة القتلى جراءه حتى الآن 4 أشخاص، وفقا لـ"فرانس برس".
وصرح حاكم الولاية، رون ديسانتيس، بأنه إضافة إلى أقارب القتلى والمفقودين والأشخاص الذين تشردوا فجأة هناك كثير من الأشخاص الآخرين في صفوف المجتمع وفلوريدا ممن يريدون معرفة الكيفية التي يمكن من خلالها لمبنى أن ينهار بهذه الطريقة.
ودعا ديسانتيس إلى تفسير في الوقت المناسب، مضيفا أنه يحق للعائلات أن تعرف ما حدث.
مؤشرات على انخساف في الأرض في موقع المبنى
فيما تركزت الأنظار على دراسة أشرف عليها أستاذ البيئة في جامعة فلوريدا الدولية، شيمون ودونسكي، تمت على أساس بيانات رادارية من الفضاء، خلصت إلى وجود مؤشرات على انخساف في الأرض في الموقع بين عامي 1993 و1999.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن ودونسكى قوله: «لا أعرف إن كان الانهيار متوقعا، لكن رصدنا أن المبنى تحرك في تسعينيات القرن الماضي»، مضيفا: «إن الحركة كانت خفيفة للغاية، تبلغ ميليمترين كل عام، لكن الأقمار الصناعية كانت قادرة على كشفها على الرغم من ذلك»، واصفا ما كان يحدث بأنه عملية انحطاط بطيئة أكثر من كونه غرقا.
وتابع ودونسكي: "في هذه الحالة، فإنه مؤشر داخلي جدا لهذا المبنى، ولا يعني بالضرورة أن المبنى هبط بدرجة أعمق في الأرض، قد تكون المسألة هي أن المبنى تحرك من داخله، إذا كان هناك خلل هيكلي من نوع ما داخل المبنى".
من جهتها، حذرت جامعة فلوريدا الدولية، في منشور على موقعها، من أن هبوط الأرض بحد ذاته لا يتسبب على الأرجح بانهيار مبنى.
وأشارت الجامعة إلى أن الهبوط الذي رصد في مدينة سيرفسايد كان أبطأ بكثير من ذاك الذي درسه ودونسكي في أجزاء أخرى من العالم.
وحذر رئيس قسم الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة ذاتها، أتورود أزيزينميني، في تسجيل مصور عبر الإنترنت، من أنه لا يزال من المبكر جدا وضع فرضيات بشأن سبب الحادثة.
ولفت أزيزينمينى إلى أن مهندسي الإنشاء سيجمعون كميات كبيرة من البيانات عن مخططات تصميم المبنى وأساليب البناء، وسيأخذون عينات من الفولاذ والإسمنت، وسيبحثون عن مؤشرات على حدوث صدأ، وسيتفحصون الأساسات بحثا عن مؤشرات على حدوث تحرك في قواعد المبنى، ومحاولة اكتشاف أي حدث غير عادي سبق الانهيار.
وتابع أزيزينميني: «فور حصولنا على كل المعلومات، يمكننا محاكاة مختلف السيناريوهات على وجه الدقة، ويمكننا تحديد كيفية حصول الانهيار»، مستدركا: «للأسف لن يحصل ذلك في غضون أيام وأسابيع سيستغرق الأمر بعض الوقت».
فيما قال المهندس المستشار الأستاذ في جامعة كولومبيا ماتيش ليفي، لصحيفة "يو إس إيه توداي"، إنه يمكن حتى للهبوط الضئيل للأرض أن يكون قد أثر على المبنى، موضحا: قد يبدو المليمتر صغيرا، لكن عندما تجمعها على مدى سنوات كثيرة يتحول إلى رقم كبير.
وأضاف ليفى أنه إذا كانت أسس جزء من المبنى متينة والجزء الآخر غير ذلك، قد يتسبب الأمر في تشويه الألواح الأرضية، وبالتالي تحصل فجأة تشققات وكسور وتصدعات، وقد يؤدي ذلك إلى ما يعرف بانهيار تدريجي، كما حصل خلال اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك.
وتابع ليفي: "إذا عجز جزء من المبنى عن الصمود، فإنه يجر معه باقي المبنى، لا يوجد شيء لوقفه، لا توجد عناصر قوية لمنع انهياره، إنها سلسلة".
وتطرقت وسائل إعلام أمريكية بشكل منفصل إلى دعوى قضائية تقدم بها عام 2015 أحد المالكين، جاء فيها أن إدارة المبنى أخفقت في صيانة جدار خارجي، مما أدى إلى أضرار ناجمة عن المياه وتشققات.