الشيخ الشعراوى يوضح أشكال السحر فى القرآن
قال الشيخ محمد متولى الشعراوي، الداعية الإسلامي الشهير رحمه الله، إن السحر ذكر في القرآن الكريم، ولذلك فهو حقيقة موجودة، ونحن سنتحدث عن السحر كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، لأنه ما دام السحر من القوى الخفية في الكون فلا بد أن نلتزم في الحديث عنه، بما أخبرنا به خالق هذا الكون.
وأضاف في كتابه "السحر والحسد"، الصادر عن مؤسسة أخبار اليوم، أن كلمة السحر مأخوذة من السحر، مادة السين والحاء والراء، والسحر هو آخر الليل وأول النهار، فيه من ظلمة الليل وإشعاعات ضوء النهار، فأنت لا تستطيع أن تقول عنه نهارًا بمعنى النهار والضوء، أو أن تقول عنه ليلا بمعنى الظلمة، ولذلك فإن له واقعين وليس واقعا واحدا.
وتابع: السحر في أحد أشكاله جامع بين شيئين، شىء يخيل إليك أنه واقع، وهو ليس بواقع، أي أن له ظاهرًا لا يعبّر عن واقعه ولا عن حقيقته، ظاهر أشياء تتخيل أنها تحدث، وهى في الواقع والحقيقة لا تحدث.
وأشار إلى أن السحر تأثيره على العين، فالعين هى التي تُسحر لترى أشياء ليست واقعة، ولا هى حادثة، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: "سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم"، إذن فهو خادع النظر، العين تُسحر والنظر يُخدع والمادة لا تتغير، وإذا تتبعنا السحر في أبسط قواعده فهناك سحر يقوم به البشر بقدراتهم، وسحر يستعينون فيه بقوى غير البشر وهم الشياطين.
وأوضح أن السحرة البسطاء الذين يقومون بأشكال بسيطة من السحر يعتمدون أساسًا على خداع النظر أو خفة اليد، فهؤلاء الذين يقومون بما يسمونه الألعاب السحرية في الحفلات أساس عملهم هو أنهم تدربوا على تحريك اليد بسرعة كبيرة لا تلحظها العين.
واستكمل الشعراوي: لذلك، وحسب المشاهد فإن ما يحدث أمامه هو تغيير لطبيعة الأشياء، فعندما يأتي الساحر مثلا بكوب ماء يجعلها تختفى ثم يعيدها مرة أخرى، أو يمد يده في الهواء ليأتي بأشياء لم يكن تراها أو يجعل أشياء تختفى وأشياء تظهر، كل ذلك هو ما يسمونه خفة حركة اليد، وحقيقة ما يحدث هو خداع للنظر، والنظر يخدع بأشياء كثيرة، السراب مثلا تحسبه العين ماء، وبعض ألوان الطيف قد تبدو كأشياء في شكل الأطباق الطائرة، والحركة السريعة لا تلحظها عين الإنسان.
وقال: إذا أردنا أن نقدم تجربة تثبت ذلك في أبسط أشكاله نقول: إننا إذا أردنا مروحة كهربائية ونظرنا إليها، لا نستطيع أن نحدد شكلها الحقيقي بل تبدو لنا من سرعة الحركة شكلا ملتحما، فإذا أوقفنا الدوران وسكنت المروحة تستطيع أن تراها بشكلها الحقيقي وترى فيها كل مكوناتها والفراغات التي بين هذه المكونات وغير ذلك من التفاصيلا وهو ما لم تكن تستطيع أن تدركه مع سرعة الحركة أثناء دورانها.
واختتم حديثه قائًلا: إذن فالعين تخُدع بالحركة السريعة، وهذا ما تعرفه فى خفة اليد أو الألعاب السحرية التي يقومون بها معتمدين على سرعة حركة اليد فيخدعون العين ويبدون وكأنهم يأتون نوعًا من السحر.